“تشبيح” أمام “الهجرة والجوازات” في حلب لكسب المال
لم يستفد سامر (51 عامًا) من تقديمه شكوى لرئيس مفرزة الأمن المحيطة بمبنى الهجرة والجوازات في حلب بعد طلب عناصر الأمن مبلغًا ماليًا منه مقابل السماح له بالدخول إلى المبنى لاستخراج جواز السفر.
قال سامر لعنب بلدي، “ذهبت إلى المقدم لأخبره بأن عناصره يطلبون مبلغًا ماليًا يتجاوز في بعض الأحيان 25 ألف ليرة (حوالي ثمانية دولارات) للسماح لنا بالدخول للمبنى، لكنه اكتفى بأخذ معلومات عن العناصر ووعد بعدم تكرار ذلك، دون توقف العناصر عن فعل ذلك”.
وسط حالة من الاستياء من قبل الأهالي، يطلب عناصر قوات النظام السوري الموجودون بمحيط وأمام مبنى الهجرة والجوازات في محافظة حلب مبالغ مالية من الناس خلال الأيام الأخيرة، مقابل السماح لهم بالوصول إلى المبنى والدخول إليه لاستخراج جوازات السفر والتسجيل عليها.
سامر (الذي تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) ذكر أن العناصر لا يكتفون بأخذ المبالغ، ويكررون بعض السلوكيات التي تهين كرامة الناس، مثل الشتم وعدم الاكتراث بترجي الناس لعدم أخذ أموالهم بهذه الطريقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب أن بعض المراجعين رفضوا دفع ما طُلب منهم، فلم يُسمح لهم بالدخول إلى مبنى الهجرة والجوازات.
بينما قدّم آخرون شكوى بخصوص أمر عناصر الأمن المراجعين الذين يملكون سيارة خاصة بعدم ركنها قرب مبنى الهجرة والجوازات، وفي حال دفع صاحب السيارة المبلغ المطلوب منه للعنصر، يُسمح له بركن سيارته.
وطلبات المبالغ المالية لا تعتبر قانونية، إنما “تشبيح” اعتاد السوريين عليه، “لكن الأمر لم يعد يطاق في ظل الأوضاع المعيشية المتردية”، وفق ما عبر عنه سامر.
اقرأ أيضًا: صناعيو حلب تحت ضربات “المكتب السري”.. الحل بالإغلاق
حلوان بـ 50 ألف ليرة
فيما قال مراجع آخر (تحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنية) إن عنصر الأمن طلب منه “حلوان” 50 ألف ليرة سورية (15 دولارًا) مقابل استخراجه لجواز السفر، “فقلت له (لا أملك المبلغ الذي طلبته) فأخذ مني هاتفي أمانة مقابل أن أعود لإعطائه المبلغ”.
حاولت عنب بلدي معرفة سبب طلب عناصر الأمن المتواجدين بمحيط وأمام مبنى الهجرة والجوازات مبالغ مالية من المراجعين مقابل السماح للمراجعين بالدخول إلى المبنى، لكن قوبلت هذه المحاولة بالرفض، واكتفى أحد الضباط بالقول إن “الأوضاع المعيشية صعبة ولا أحد يقوم بإعطائنا ما يلزم، والراتب لا يكفي لأسبوع ولذلك نضطر للطلب من المراجعين”.
ولا يعتبر عناصر الأمن في محيط مبنى الهجرة والجوازات الجهة الوحيدة التي تفرض إتاوات على المراجعين، إنما يفرض عناصر على عدة حواجز أمنية في مختلف أحياء حلب مبالغ على الركاب المارين بالحاجز، ويجبرونهم على الدفع، وفي حال عدم تجاوبهم لا يُسمح لهم بالعبور.
وعلى الرغم من وجود ضباط على الحواجز، وتقديم المدنيين شكاوى حول فرض العناصر مبالغ مقابل السماح لهم بالمرور، فإن الضباط الموجودين يعطون وعودًا بعدم قيام العناصر بهذه التصرفات ولكن يعودون لتكرار فعلهم.
اقرأ أيضًا: نصف مليون كل ثلاث ساعات.. ابتزاز على الحواجز الأمنية في حلب من أجل المال
ويشهد مبنى الهجرة والجوازات ازدحامًا من المدنيين الذين يقومون باستخراج جوازات السفر للمغادرة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.
وغادر حلب عدد كبير من التجار والصناعيين الذين تعرضوا للمضايقات وإغلاق معاملهم ومستودعاتهم بسبب الضغط المستمر من قبل “المكتب السري” التابع لمديرية الجمارك.
اقرأ أيضًا: هجرة الأطباء تقلص إمكانات المستشفيات الحكومية في حلب
ومن العوامل الأخرى التي تدفع الأفراد إلى الرغبة في الهجرة خارج حلب، وسوريا عمومًا، هي البحث عن فرص عمل وتعليم أفضل، ولم الشمل والالتحاق بأفراد العائلة خارج سوريا، ولتفادي الخدمة العسكرية الإلزامية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :