مشبَعة بالفكر الشيوعي والقومي ولا تراعي طبيعة المجتمع.. تحفظات على مناهج “الإدارة”
“لا تستطيع (الإدارة الذاتية) توحيد المناهج الدراسية، وإن وحّدتها فهي لن تستطيع إقناع السكان كافة بإرسال أطفالهم إلى مدارسها”.
هكذا علّق بهاء الحسين، المدرّس لمادة اللغة العربية في الرقة، حول قضية توحيد المناهج الدراسية في مناطق “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا.
ويرى مدرّسون في الرقة تحدثوا لعنب بلدي، أن مناهج “الإدارة” لا تزال أفكارها وكتبها تواجه رفضًا شعبيًا في أغلبية المناطق التي تديرها وبالأخص العربية.
بهاء تحدث أن السكان يفضّلون منهاج وزارة التربية في النظام السوري ومناهج “يونيسف”، على تدريس أطفالهم منهاج الإدارة “المشبَع بالأفكار الماركسية والشيوعية”، على حد وصفه.
وأضاف أن المناهج تحتاج إلى إعادة صياغة، بما يتوافق مع العُرف السوري وطبيعة المجتمع في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وأن يراعي المنهاج الطبيعة المحافِظة للسكان.
ولا تزال قضية المناهج الدراسية في مناطق “الإدارة الذاتية” تثير جدلًا مع بداية كل عام دراسي، وذلك بسبب اختلاف مكوّنات المنطقة وعدم الاعتراف الرسمي بالمناهج.
وفي 11 من أيلول الحالي، صرّح الرئيس المشارك لهيئة التربية والتعليم في “الإدارة”، رجب المشرف، أن “الإدارة الذاتية” تمتلك مناهج دراسية تمثّل مكوناتها العرقية، وهي تتجه لتطويرها وتوحيدها، إذ أُنجزت المناهج الدراسية باللغات الرسمية الثلاث (العربية والكردية والسريانية)، بحسب ما نقلته وكالة “نورث برس” المحلية.
وأضاف المشرف أن “(الإدارة) متجهة نحو تطوير المناهج والكوادر التربوية والتدريسية، وصقل مهارات المعلمين، لبناء عملية تربوية تتفق مع الأساليب التعليمية الحديثة”، حسب تعبيره.
وأثار منهاج “الإدارة”، الذي طُرح العام الماضي، الجدل في مناطق شرق الفرات، بسبب تناوله بعض القضايا التي أثارت حفيظة السكان، واعتبروه مسيئًا للثقافتين العربية والإسلامية، من خلال قضايا علم “الجنولوجيا”، وهو علم يختص بالمرأة ودورها في الحياة الندية المشتركة مع الرجل.
واحتوى أحد كتب “الإدارة الذاتية” في المرحلة الإعدادية على خريطة “دولة كردستان”، تضم أجزاء من سوريا بتوجه قومي، أزعج العرب وبعض المكوّنات المجتمعية في شرق الفرات، ورفضه بعض المعلمين.
من جهته، يرى عضو في “لجنة التربية والتعليم” بـ”مجلس الرقة المدني” ( تحفظ على ذكر اسمه)، أن “الإدارة الذاتية” قادرة على توحيد منهاج تعليمي يراعي خصوصية مناطق في شمالي وشرقي سوريا، ويحفظ عاداتها وتقاليدها.
وقال عضو اللجنة إن مسؤولي “الإدارة”، على مختلف مستوياتهم، يحاولون تجنب إصدار أي قرار أو اتخاذ أي خطوة تضعهم موضع الصدام المباشر مع المجتمع أو الشارع.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :