أحيطت بالسرية وحملت رسائل سياسية ودلالات هيمنة عسكرية

أربع إلى روسيا وواحدة إلى إيران.. خمس زيارات في سجل الأسد خلال عشر سنوات

camera iconالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

مع مرور أكثر من 10 سنوات على اندلاع الثورة السورية، شهدت علاقات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، العديد من التقلبات والتغيرات، إلا أن علاقته بإيران وروسيا سارت بالوتيرة ذاتها، إذ زار الأسد روسيا عدة مرات خلال السنوات العشرة الأخيرة.

آخر زيارات الأسد، وهي الخامسة منذ عام 2011، هي تلك التي قام بها إلى روسيا أمس، الإثنين 13 من أيلول، والتي أعلن موقع “رئاسة الجمهورية“ اليوم الثلاثاء.

ولم تكن الزيارة ذات مقصد معلن وواضح كما حدث أثناء زيارة الأسد لروسيا عام 2015، عندما عاد إلى سوريا مستجلبًا الدعم العسكري الروسي، إلا أن الزيارات وانعكست بنتائج على الساحة السورية أو كانت تحمل رسائل ما.

الأولى أحضرت الجيش الروسي

أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في تشرين الأول من عام 2015، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد في موسكو، في زيارة للأخير لم يعلن عنها مسبقًا.

الزيارة التي كانت تعتبر حينها الأولى من نوعها التي يخرج فيها بشار الأسد من سوريا بزيارة رسمية إلى دولة أو يلتقى رئيس دولة منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار 2011، ما طرح العديد من التساؤلات عن أسباب الزيارة والنتائج التي من الممكن أن تعود بها.

لم ينتظر المراقبون كثيرًا لرؤية نتائج الزيارة، عندما حلقت الطائرات الروسية في الأجواء السورية مشكلّةً غطاءً جويًّا لقوات النظام في المعارك الدائرة على الجغرافيا السورية، والتي بدأتها روسيا في 30 من أيلول 2015.

ولم يعلن خلال زيارة الأسد الأولى إلى روسيا، عن طلب رسمي من النظام من أجل تدخل عسكري روسي في سوريا، وأن الزيارة جاءت لمناقشة قضايا محاربة الإرهاب في سوريا، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم” عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.

واستمرت روسيا بدعم نظام الأسد سياسيًا بالتوازي مع الدعم العسكري، عبر 16 “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضد تمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود والضغط للاقتصار على معبر واحد.

وأدى التدخل الروسي إلى سيطرة النظام على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدة مناطق أخرى، وقضم منطقة “خفض التصعيد” في إدلب شمال غربي سوريا، على حساب مناطق سيطرة فصائل المعارضة.

الثانية لتوجيه رسائل

الزيارة الثانية في سوتشي في 25 من تشرين الثاني عام 2017، حملت هدفًا مختلفًا، وجاءت عقب معارك متتالية سيطرت خلالها قوات النظام على مناطق واسعة من شرقي سوريا، كان ينتشر فيها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وجه رئيس النظام خلال هذه الزيارة كلمات الشكر لحليفه الروسي، على خلفية وما وصفت بأنها “انتصارات عسكرية” إثر عمل روسي إيراني مع النظام، تزامن مع اقتراب مفاوضات “جنيف 8”.

ورغم كل الإشارات التي أحاطت بالأسد في ذلك الوقت بأنه لم يعد يسيطر على القرار في بلاده، وأن روسيا أخذت مع إيران وتركيا مفاتيح القرار منه، لكن تعمد “الكرملين” أن يجري ترتيب اللقاء مباشرة قبل قمة “سوتشي” الروسية الإيرانية التركية، لبحث الخطط اللاحقة في سوريا.

الأمر الذي أوحى بأن بوتين أراد توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، بأن الإنجازات التي تمت في سوريا على الصعيد الميداني لا يمكن ترجمتها سياسيا من دون التعامل مع الأسد، بحسب تقرير أعدته صحيفة “الشرق الأوسط“.

إذ قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، آنذاك، إن بوتين ركز على ضرورة “تهيئة ظروف إضافية لإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة في إطار النتائج التي جرى تحقيقها عبر منصة (أستانة)، وفي مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي”.

الثالثة “لتفعيل العملية السياسية”

أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى في  أيار 2018، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مدينة سوتشي جنوب روسيا، إذ بحثت الزيارة تسوية الأزمة في سوريا.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية آنذاك، دميتري بيسكوف، أن الأسد قام اليوم بما وصفه بـ “زيارة عمل” إلى سوتشي”، حيث “جرت مباحثات مفصلة” بين الطرفين حول التطورات الأخيرة في سوريا.

واعتبر الرئيس بوتين خلال لقائه مع الأسد، أن الوضع في سوريا بات “ملائماً لتفعيل العملية السياسية”، وقال بوتين حسب ما نقل عنه بيان للكرملين “بعد النجاحات العسكرية للجيش السوري، تأمّنت ظروف جديدة لصالح تفعيل العملية السياسية بشكل واسع”.

وتحدث بوتين خلال اللقاء، عن أن “المهمة التالية تكمن بالتأكيد في إنعاش الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية”. وقال الأسد من جهته إن “مساحة الإرهابيين في سوريا أصبحت أصغر بكثير (…) وهذا يعني المزيد من الاستقرار، وهذا الاستقرار هو باب واسع للعملية السياسية التي بدأت منذ سنوات”.

واعتبر الأسد أن اللقاء “فرصة لوضع رؤية مشتركة للمرحلة القادمة بالنسبة لمحادثات السلام سواء في أستانة أو سوتشي”، من دون أن يأتي على ذكر محادثات جنيف.

يذكر أن زيارة الأسد الثالثة إلى روسيا، جاءت عشية اجتماع في سوتشي بين بوتين وميركل، كان من المفترض أن يُركز على الملف السوري، كما تأتي قبل أقل من أسبوع على زيارة ماكرون لروسيا، بمناسبة المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ.

في إيران رغم “الخطر على حياته”

كسابقاتها أحاط زيارة الأسد إلى إيران في شباط 2019، نوع من السرية، إذ لم يعلن عنها حتى لحظة وصوله إلى إيران، ونقلت قناة “روسيا اليوم” المقربة من النظام، عن صحيفة إيرانية تفاصيل الزيارة، والتكتم الأمني الذي ساد رحلة الأسد إلى طهران.

وذكرت الصحيفة أن طهران استضافت ضيفًا “من نوع خاص”، غادر مطار “مهر آباد” بموكب مرافق صغير، لكنه “قوي ومدرب”، نحو مبنى في مركز العاصمة طهران، عبر سيارة سوداء وصلت حوالي الساعة التاسعة صباحًا إلى مكتب خامنئي الواقع في شارع “فلسطين”.

وأضافت أن الضيوف الذين دعوا قبل ساعة واحدة إلى غرفة الاستقبال في مقر المرشد، “كانوا يعرفون أن إيران تستضيف أحد كبار قادة محور المقاومة، لكنهم لم يكونوا واثقين من اسمه، بعد لحظات نزل بشار الأسد رفقة قائد فيلق القدس من السيارة”.

وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى أن الأسد غادر دمشق عبر طائرة إيرانية بشكل سري للغاية، رغم أن الزيارة كانت على جدول الأعمال منذ فترة، لكنهم حافظوا على سريتها حتى يوم الزيارة وساعتها، وربما لم يتجاوز من عرفوا متى سيزور الأسد طهران “عدد أصابع اليد الواحدة”، بحسب الصحيفة.

وأرجعت الصحيفة أسباب التشديد الأمني على الزيارة إلى “التهديد على حياة الأسد”، من قبل “التكفيريين الأجانب”، وإسرائيل التي كانت من الممكن أن “تهدد حياته أثناء رحلته الجوية إلى إيران.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة