جريدة عنب بلدي – العدد 44 – الاحد – 23 -12-2012
قصف مخيم اليرموك بدمشق وقلق أممي بالغ
وجاء القصف عقب اشتباكات عنيفة يوم السبت بين عناصر من الجيش الحر والجهات الأمنية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة أحمد جبريل. واستمرت الغارات الجوية دافعة حوالي ثلثي سكان المخيم للنزوح من جديد بسبب الظروف الإنسانية الصعبة والقصف العنيف الذي شهده المخيم. حيث ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن مقيمين ما زالوا في المخيم أن القتال دفع بالآلاف من سكانه إلى اللجوء إلى الحدائق العامة والساحات في دمشق من دون سقف يؤويهم في غياب قدرتهم على استئجار منازل للإقامة فيها. كما فر آلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيم إلى مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان.
وأعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا داعيًا دول الجوار كافة بما فيها إسرائيل إلى فتح حدودها أمامهم والسماح لهم بالانتقال إلى أراضيها واستقبالهم. كما اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية قصف نظام الأسد لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين باستخدام الطيران الحربي تصعيدًا كبيرًا وينذر بالخطر. أما وليد المعلم وردًا على تصريحات بان كي مون فقد دعا الفلسطينيين إلى عدم إيواء أو مساعدة هذه المجموعات الإرهابية الدخيلة على مخيم اليرموك والعمل على طردها. وشدد المعلم على أن القوات النظامية السورية لم تدخل إلى المخيم «على الرغم من مناشدات السكان» بذلك، وقال بأن الاشتباكات الجارية فيه «هي بين المجموعات الإرهابية التي تتلقى الدعم بالسلاح والمال من بعض دول الجوار، وعناصر من المخيم شكلتها اللجان الشعبية»، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفي اتصال هاتفي أجراه وليد المعلم، وزير الخارجية السوري مع بان كي مون الاثنين، قال المعلم بأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان تجاه حالة الإحباط التي يعيشها الفلسطينيون، لعدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. بحسب وكالة الأنباء السورية «سانا» مضيفًا أن ما تقدمه سوريا للإخوة الفلسطينيين منذ عقود لم تقدمه أي من الدول المضيفة لهم.
من جهتها، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند الاثنين إلى أن الهجمات التي شنتها القوات الحكومية على مخيم اليرموك قوضت دعوات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع إلى «تسوية تاريخية» وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضحت أن هذه الهجمات أظهرت أنه لم يحدث أي تغيير في «سلوك النظام بما في ذلك الوحشية التي ينتهجها ضد شعبه» داعية كافة الأطراف في سوريا إلى وقف الهجمات غير المشروعة على المدنيين والالتزام بالقانون الدولي وطالبت الحكومة السورية بالسماح بحرية دخول العاملين في الإغاثة الإنسانية من أجل حماية ومساعدة ضحايا النزاع.
اجتماع للفصائل الفلسطينية لإدارة المخيم أمنيًا
عقدت بعض الفصائل الفلسطينية اجتماعًا في سفارة دولة فلسطين لمناقشة التطورات الأخيرة في مخيم اليرموك يوم الخميس وتم خلاله الاتفاق على تسليم الفصائل الفلسطينية مهمة حفظ الأمن في المخيم دون سواها. كما تم الاتفاق على منع المظاهر المسلحة أو إطلاق النار من مخيم اليرموك وإخلاءه من مقاتلي الجيش السوري الحر وتسليم أمنه إلى فصائل منظمة التحرير التي لم تنخرط في القتال إلى جانب أي طرف في النزاع السوري، إضافة إلى تشكيل هيئة وطنية أهلية لإدارة شؤون المخيم ودعوة جميع أبنائه بدون استثناء للعودة الفورية. كما أجرى ممثلو الفصائل الفلسطينية مفاوضات مع الجيش الحر لإخلاء المخيم وسعوا للحصول على تعهد من جيش النظام بعدم مهاجمته وفك الحصار عنه. تلاه عودة للاجئين إلى المخيم وبدء الحياة بالعودة تدريجيًا إلى أسواقه.
كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن فصائل منظمة التحرير اتفقت مع طرفي النزاع «على اعتبار المخيمات الفلسطينية مناطق آمنة»، في تفاهم يأتي ضمن جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لتجنيب الفلسطينيين في سوريا ويلات الصراع السوري».
أحمد جبريل يغادر إلى طرطوس