جبل الزاوية شبه خالٍ من المراكز الطبية.. المسعفون تحت النار
برنامج “مارس” التدريبي – حسن إبراهيم
تتفاقم معاناة المدنيين في مناطق وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، والتي لا يهدأ فيها القصف، الأمر الذي يترافق مع ازدياد أعداد الجرحى والنازحين الذين هم بأمس الحاجة لجميع أنواع الخدمات الطبية.
ويعمل المسعفون في المنظومة الطبية في المنطقة على نقل المصابين ضمن سيارات الإسعاف إلى عمق المدن البعيدة عن القصف، بعد أن أصبحت جميع النقاط الطبية والمراكز الخدمية هدفًا للطيران الروسي.
فرق الإسعاف والإنقاذ تحت النار
أوضح مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية لـ”الدفاع المدني”، محمد حمادة، في حديث إلى عنب بلدي، الصعوبات التي تواجهها فرق “الدفاع” في عملها بجبل الزاوية، وأبرزها الاستهداف المباشر والاستهداف المزدوج للفرق.
والنوعان “خطيران جدًا”، بحسب حمادة، إذ تعرضت فرق ومراكز “الدفاع” لـ15 هجومًا منذ بداية العام الحالي، بينها ثلاث هجمات مباشرة استهدفت المراكز، و11 هجمة مزدوجة استهدفت الفرق في أثناء الاستجابة، عشرة منها في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متطوعين وجرح 14 آخرين.
وأغلب الهجمات على الفرق خلال الاستجابة كانت في جبل الزاوية، وهجومان في ريف إدلب الجنوبي، وهجوم في مدينة عفرين شمال غربي حلب.
والأخطر هو الاستهداف المزدوج لأنه يستهدف الفرق التي تهرع لمساعدة المدنيين بسبب هجوم أول، وعندما تصل الفرق إلى المكان يكون الاستهداف الثاني لها بهدف تحول المنقذين إلى ضحايا.
وتكمن الصعوبات أيضًا، حسب حمادة، في الوصول إلى الأماكن المستهدفة، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ والإجلاء، نظرًا إلى رصد الطرقات والاستهداف المتكرر لها، إضافة إلى كثافة تحليق طائرات الاستطلاع ومراقبتها لأي تحرك واستهدافه.
عدم وجود مستشفيات في المنطقة بعدما دمرها قصف قوات النظام وروسيا، وبعد المسافة بين المستشفيات، عرّض الجرحى لمخاطر مضاعفة، فأقرب مستشفى لجبل الزاوية تبعد 40 كيلومترًا.
ويكون المصابون والجرحى والمرضى في حالة “خطر مضاعف”، بحسب حمادة، بسبب بعد المسافة واحتمال الاستهداف مرة أخرى ورصد سيارات الإسعاف على الطرقات واستهدافها.
ويتجدد قصف قوات النظام وروسيا للمراكز الطبية، ومؤخرًا كان استهداف النقطة الطبية في بلدة مرعيان بجبل الزاوية جنوبي إدلب، بقذائف “كراسنبول” الموجهة بالليزر، في 8 من أيلول الحالي.
أدى ذلك إلى تدمير النقطة الطبية بالكامل، وخروجها عن الخدمة، حيث قُتلت امرأة وأُصيب طفلها بجروح خطرة، وفق ما نشره الفريق، عبر صفحته في “فيس بوك“.
وكان النظام قد صعّد من قصفه المدفعي والصاروخي تزامنًا مع غارات الطيران الحربي على محافظة إدلب منذ بداية حزيران الماضي، وتتعرض مالحافظة لغارات من الطيران المشترك لقوات النظام وروسيا يوميًا منذ 19 من آب الماضي.
نزوح أهالي قرى وبلدات جبل الزاوية وقلة المراكز الطبية..
نزح عدد من العائلات من قرى جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، جراء تصاعد القصف على المنطقة، ونتيجة التصعيد الأخير والاستهداف شبه اليومي لمناطق جبل الزاوية، لم يبقِ أي ملاذ آمن للمدنيين.
وفي حديث لعنب بلدي مع “رئيس دائرة الرعاية الأولية” في مديرية صحة إدلب، الدكتور عبدالقادر الغنطاوي، قال إن الخدمات المقدمة لأهالي جبل الزاوية تتركز حاليًا في مدينة أريحا، مع وجود نقطتين طبيتين، واحدة في بلدة “مرعيان”، والتي قُصفت مؤخرًا، والثانية في بلدة “أبلين”.
وأوضح الغنطاوي أن نزوح الأهالي خلال الفترة الماضية، في مناطق جبل الزاوية هو السبب في قلة المراكز الصحية في تلك المناطق.
عودة الأهالي تحتم على مديرية الصحة في إدلب إعادة تفعيل الخدمات الصحية في مناطق جبل الزاوية، بحسب الغنطاوي، إذ تحتاج المنطقة إلى مشفى وأكثر من سبعة مراكز صحية.
وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل المعارضة السورية لقصف شبه يومي من غارات جوية لقوات لنظام وروسيا، وتتزامن هذه الغارات مع استهداف النظام مناطق سيطرة المعارضة بقذائف “كراسنبول” الموجهة ليزريًا.
وتستمر قوات النظام وروسيا باستهداف مناطق سيطرة المعارضة مع استمرار سريان اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :