شهدت محافظة السويداء مواجهات عسكرية بين فصائل محلية وعصابات تديرها شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، على خلفية اختطاف العصابة التي يقودها راجي فلحوط طالبًا جامعيًا وتاجرًا من أبناء مدينة السويداء، حسب مصادر محلية في المدينة.
وقالت صفحة “السويداء ANS” عبر “فيس بوك”، الأحد 12 من أيلول، إن عصابات تابعة للأمن العسكري اختطفت مدنيين من المدينة في محاولة منها لإجبار فصيل “مكافحة الإرهاب” على إطلاق سراح أفراد من العصابة كان الفصيل اعتقلهم في وقت سابق، الأمر الذي دفع بمجموعات مقاتلة محلية إلى إعطاء مهلة مدتها ساعة واحدة لإطلاق سراح المخطوفين، مهددة بعمل عسكري في حال تجاوزت عصابة راجي فلحوط المهلة دون إطلاق سراحهم، بحسب ما ذكرته صفحة “الراصد” المحلية.
ومع تجاوز المهلة الممنوحة للعصابة، طلب تجمع “غيارى القريا” من المدنيين في بلدة عتيل شمالي السويداء، وخصوصًا جوار أفراد “عصابة فلحوط ” إخلاء بيوتهم، ملوّحة بعمل عسكري في القرية.
تزامن التصعيد مع محاولات لحل الأزمة من قبل وجهاء المنطقة، عبر “مبادرة حل” تقضي بإطلاق سراح شخصيات اعتقلتهم “مكافحة الإرهاب” في وقت سابق، مقابل الشخصين اللذين اختطفتهما العصابة، بحسب “الراصد”.
وبعد انتهاء المهلة التي أعطتها أسرة الشاب الجامعي المخطوف والفصائل المحلية لإطلاق سراح المخطوفين، توافدت مجموعات محلية مسلحة، بالإضافة إلى مقاتلين مدنيين من أقارب الشاب المخطوف إلى بلدة عتيل، لتتحول المفاوضات منتصف الليلة الماضية إلى اشتباكات بالقرب من دوار الملعب البلدي في مدينة السويداء، أدت إلى مقتل أحد أقارب المخطوفين، وإصابة مدني نُقل إلى المستشفى، بحسب ما نشرته صفحة “الراصد” المحلية عبر “فيس بوك”.
وتجدد إطلاق النار في المدينة بعدها بساعات، وبالتحديد في أحياء النهضة ودوار تشرين، كما سُمع صوت انفجارين، تبعهما أصوات إطلاق نار متقطع من أسلحة خفيفة ورشاشات، ثم انتقل الصوت ليأتي من محيط مقر الأمن العسكري التابع للنظام ومساكن القلعة، بحسب الصفحة المحلية.
كما شهدت قرية الرحى في محيط مدينة السويداء، مطاردة بين سيارة تتبع للأمن العسكري وأخرى لمجموعة “مكافحة الإرهاب”، ترافقت مع تبادل إطلاق النار بين السيارتين، وقالت صفحة “السويداء ANS“، إن سيارة الأمن كانت تحاول إطلاق الرصاص باتجاه المدنيين في القرية، إلا أن “المكافحة” تصدت لها.
كما دارت اشتباكات غرب مدينة السويداء جراء استهداف تحالف من المجموعات العسكرية المحلية مزرعة يملكها قائد إحدى عصابات تجارة المخدرات، المتحالفة مع عصابة راجي فلحوط، بينما لم تعرَف الأضرار الناتجة عن الاشتباكات حتى الآن، بحسب “الراصد“.
توتر لم يهدأ منذ مدة
شهدت المحافظة، منتصف تموز الماضي، خلافًا بين عائلتين من سكان مدينة شهبا بريف السويداء، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وقالت شبكات محلية عبر “فيس بوك” آنذاك، إن المواجهات التي شهدتها مدينة شهبا أسفرت عن سقوط أربعة قتلى، منهم اثنان من عائلة واحدة.
وظهرت بعدها عبر الشبكات المحلية صور لأوراق ووثائق، عثر عليها السكان داخل سيارة تتبع لإحدى عصابات تجارة المخدرات في المحافظة، تظهر ملكية السيارة لـ”المخابرات الجوية” التابعة للنظام السوري.
وغابت عن المواجهات التي شهدتها قرية شهبا قوات الأمن السوري، في حين حاول وجهاء محسوبون على النظام التدخل لحل الأزمة بشكل سلمي بين عصابات تجارة المخدرات وسكان المنطقة، لإعادة الوضع إلى ما كان عليه مع الإبقاء على وجود العصابات، إلا أن وجهاء قرية شهبا رفضوا المقترح.
وحاول النظام آنذاك تسوية الأوضاع في المدينة عن طريق وساطة من قبل أجهزته الأمنية، رفضها السكان بشكل قاطع، بحسب بيان نقلته “السويداء 24″، في 19 من تموز الماضي.
وفي 10 من آب الماضي، هددت قوات النظام مجوعة “مكافحة الإرهاب” في السويداء، بقصف مقراتها في قرية الرحى شرقي السويداء بسلاح الجو، بعد توتر ساد المدينة على خلفية خلاف دار بين المجموعة المحلية وقوات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام السوري في مدينة الرحى، انتهى بوساطة من وجهاء المنطقة.
وفي 4 من أيلول الحالي، عادت التوترات، لتشهد السويداء اشتباكات بين عناصر من “الدفاع الوطني”، الرديف لقوات النظام السوري، وقوة من فرع “مكافحة الإرهاب” في قرية الحريسة شرقي محافظة السويداء جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع جرحى، بحسب معلومات تأكدت منها عنب بلدي.
وسيطرت قوة “مكافحة الإرهاب” إثر الاشتباكات على ثلاث سيارات مزوّدة برشاشات عيار 12.5 و14.5 مليمتر.
–