عروة قنواتي
لا تتوقف إبداعات وأفكار بعض الخبرات في ميدان كرة القدم العالمي، فلم تعد تمر فترة زمنية قصيرة إلا ويخرج علينا أحد المهتمين والمخضرمين في عالم الساحرة المستديرة ليقدم دراسة مفادها “كيت” في نظام المسابقات والبطولات، ويلحق به اتحاد كروي محلي ليرسل مقترحًا مفاده “كات” بما يخص الأندية وعقودها ونجومها ورزنامتها السنوية، فأصبحنا في حيرة من أمرنا بالمتابعة والمشاهدة والضياع عبر البطولات الرسمية وغير الرسمية والمباريات الودية ومباريات “البريستيج” والتصفيات والمسابقات.
وزادت في الطنبور نغمًا جائحة “كورونا” التي ضغطت الزمن وجعلت اللاعبين والأندية والمنتخبات آلات بقدرات تفوق طاقة الجميع، وابتعدت الجماهير لفترة غير عادية، وفرغت المدرجات وقامت الدنيا ولم تقعد، وما زالت المقترحات مستمرة.
في أوروبا، وقبل جائحة “كورونا”، دخلت علينا بطولة دوري الأمم الأوروبية لتكون بديلًا عن نظام المباريات الودية للمنتخبات في القارة الأوروبية، وأُعطيت فرصة ملحق التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة اليورو ببعض البطاقات لهذه المسابقة.
وفي زمن الجائحة، خرج علينا السيد تشيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي للأندية لتصبح الثالثة بعد دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
في القارة الآسيوية بطولة دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، وفي قارة إفريقيا دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، بالإضافة إلى البطولات الرسمية للمنتخبات في كل قارة.
هذه البطولات لم تغنِ بعض القائمين على لعبة كرة القدم في العالم، من ناحية الاستشارات والبروتوكولات، إذ ما زالوا يطلقون العنان لأفكارهم وإبداعاتهم، كالتي خرج بها علينا السيد آرسين فينغر، مدرب نادي آرسنال سابقًا، ومحتواها: إقامة مونديال كأس العالم كل عامين بدلًا من كل أربع سنوات.
وفي زمن الجائحة ومصائبها على خزائن كرة القدم في العالم، أندية ومنتخبات واتحادات وروابط دوري، ووسط كل ضغوط المنافسات التي لا تكاد تنتهي حتى تبدأ مجددًا، فهل هذه الأفكار تدخل حاليًا ضمن إطار المنطق والتعامل السليم مع تطوير كرة القدم في العالم؟
مع الاحترام والتحية لمشاريع الاتحاد السعودي لكرة القدم، المشارك باقتراح كأس العالم، والسيد آرسين فينغر فيما يخص المونديال، إلا أن هذه المقترحات بحاجة إلى كثير من العمل والجهد، وتأخذ سنوات أكثر في البحث والتدقيق، عدا عن حساسية وشغف المتابعة لعشاق كرة القدم فيما يخص المونديال، فأربع سنوات بين النسخة والنسخة، وخلال السنوات الأربع تلعب القارات منافساتها إلى جانب كأس القارات ومسابقة كرة القدم في الأولمبياد، والتصفيات التمهيدية والأولية والنهائية لمختلف أنواع المسابقات، وبطولات الدوري والكأس، والمسابقات المحلية والقارية في كل عام بالنسبة للدول على اختلاف تموضعها الجغرافي.
يأتي السيد فينغر لكي يغوص أكثر في جعل اللاعبين والمدربين آلات للعمل أكثر من أن يكونوا للمتعة والاحتراف والأداء الساحر.
مع الاحترام الكبير للأسماء التي قدمت المقترح للدراسة، ومع إيماني المسبق بأن الرفض سيكون كاسحًا للعملية التي قد تنجح بعد عشر سنوات أو 20 عامًا، لكنها في هذه الأيام لا تعدو أن تكون أكثر من مراهقة فكرية لخطف الأضواء.
ولذلك، اتركوا لنا المونديال واعملوا على تطوير قوانين وأنظمة الاتحادات القارية، وهذا أفضل. حلّوا عن كتف المونديال أيها السادة!