الردّ التركي ليس رادعًا والأهالي يحتجّون

اتفاق “موسكو” يترنّح تحت انتهاكات النظام وروسيا

camera iconمقاتلين من "هيئة تحرير الشام" في جبل الزاوية 7 من تموز 2020 (إباء نيوز).

tag icon ع ع ع

تتعرض مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة لقصف شبه يومي من غارات جوية لقوات لنظام وروسيا، وتتزامن هذه الغارات مع استهداف النظام السوري مناطق سيطرة المعارضة بقذائف “كراسنبول” الموجهة ليزريًا.

إذ تستمر قوات النظام وروسيا باستهداف مناطق سيطرة المعارضة، مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020.

النظام وروسيا ينتهكان الاتفاقيات  

وثّقت العديد من المنظمات الدولية والمحلية الإنسانية والحقوقية، الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري والقوات الروسية في أغلبية مناطق سوريا.

فريق “منسقو استجابة سوريا“، وثق الانتهاكات منذ بداية التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سوريا، بدءًا من حزيران وحتى 25 من تموز الماضيين، وأظهر التوثيق وصول أعداد الضحايا المدنيين إلى 65، بينهم 29 طفلًا وعشر نساء وخمسة من كوادر العمل الإنساني، وتم توثيق خرق اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 791 مرة، واستهداف أكثر من 19 منشأة خدمية وطبية ومخيمات ومدارس.

وتم تسجيل نزوح أكثر من 4361 مدنيًا خلال المدة المذكورة إلى مناطق مختلفة، وبقاء الآلاف من المدنيين البالغ عددهم 241 ألفًا و241 معرضين لخطر النزوح في حال استمرار خروقات النظام السوري وروسيا في المنطقة.

كما توثق منظمة “الدفاع المدني السوري”، على صفحتها الرسمية في “فيس بوك“، يوميًا انتهاكات لقوات النظام السوري وروسيا، من انتشال الضحايا من تحت الركام، وإسعاف المصابين والجرحى، وإخماد الحرائق الناجمة عن القصف، وتفقد الأماكن المستهدفة.

موقف تركيا من خرق الاتفاق  

رغم تحذيرات أردوغان في اتفاق “موسكو”، من أن تركيا تحتفظ “بالرد بكل قوتها على أي هجوم” من قبل قوات النظام السوري، فإن الرد التركي لم يكن رادعًا أو متكافئًا مع القصف والانتهاكات من قبل النظام السوري وروسيا، بحسب ما تتداوله الوكالات الرسمية، والمصادر المحلية.

إذ ذكرت صفحة “الدفاع الوطني” التابع للنظام السوري عبر موقع “فيس بوك”، أن مدفعية الجيش التركي ردت لأول مرة على استهداف قوات النظام قرى الشمال السوري، وقصفت مواقع لقوات النظام في 10 من حزيران الماضي.

وفي 6 من آب الماضي، قال عضو “المرصد الموحد العسكري” العامل في الشمال السوري، عمار أبو الحسن، إن المدفعية التركية الثقيلة استهدفت مواقع لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي بعدة قذائف، رجّح المرصد أن تكون من عيار 155 مليمترًا.

كما قال المتحدث الرسمي باسم “الجيش الوطني”، الرائد يوسف حمود، في حديث سابق إلى عنب بلدي بخصوص هذا الاستهداف، إن مدفعية الجيشين “الوطني” والتركي استهدفت مواقع عسكرية لقوات النظام بأكثر من 80 قذيفة في مناطق مختلفة بأرياف حماة وإدلب.

كما شهدت نقاط المراقبة التركية عدة احتجاجات بالقرب منها، في عدة مناطق من محافظة إدلب، احتجاجًا على القصف المستمر لقوات النظام وروسيا، الذي يستهدف المناطق السكنية، حيث أحرق المحتجون إطارات مطاطية بجانب السواتر الترابية التي تحيط بنقاط المراقبة.

رسائل تركية إلى روسيا

مع استمرار الطيران الحربي الروسي بتنفيذ الغارات على شمال غربي سوريا، ضمن مسار تصعيدي واضح، وبحسب “مركز جسور للدراسات“، وجّهت تركيا خلال الأيام الماضية العديد من الرسائل السياسية والعسكرية، كنوع من الرد على التصعيد الروسي الميداني.

تمثلت أهم الرسائل باستقبال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 9 من أيلول الحالي، وفدًا سوريًا، يضم سالم المسلط، رئيس “الائتلاف السوري المعارض”، وأنس العبدة، رئيس “هيئة التفاوض”، إلى جانب عبد الرحمن المصطفى، رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، ثم تأكيد الوزير التركي أن “الائتلاف السوري” و”الحكومة المؤقتة” هما “الممثل الشرعي للشعب السوري”، بحسب المركز.

وعلى الصعيد العسكري، أعلنت خمسة فصائل من “الجيش الوطني السوري”، الاندماج ضمن “الجبهة السورية للتحرير”، في إشارة إلى تطوّر فصائل المعارضة العسكرية السورية المدعومة تركيًا، وزيادة تنظيمها وتكتلها بشكل أكبر.

ويتحدث مركز “جسور” عن أن عرقلة أنقرة مسار العملية السياسية، يجعل روسيا غير قادرة على المضي قدمًا في إنجاز حل سياسي يمكن تسويقه أمام المجتمع الدولي، وأنه من غير المحتمل أن تقوم تركيا باتخاذ المزيد من الخطوات في إدلب، في ظل عدم وفاء روسيا بالتزامها الخاص بمنطقة شمال شرقي سوريا.

رد فصائل المعارضة  

ناشد الأهالي “هيئة تحرير الشام” في المناطق التي تتعرض للقصف، مطالبين بالرد على القصف والانتهاكات بحق المدنيين، وشارك في هذه المناشدات ناشطون مدنيون.

وعادة ما تعلن غرف العمليات للفصائل المعارضة، عن ردها واستهدافها لقوات النظام المتمركزة في المناطق المحيطة بمناطق المعارضة.

إذ اعتادت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في إدلب، الإعلان عن عملياتها العسكرية من خلال غرفها ومجموعاتها على تطبيق “تلجرام”، وأعلنت، في 1 من أيلول الحالي، عن استهداف مقرات ومراكز تجمّع قوات النظام بالمدفعية والصواريخ، في مدن وبلدات معرة النعمان وداديخ وكفربطيخ وتل مرديخ وخان السبل ومعردبسة، بريف محافظة إدلب.

وفي وقت سابق، قال نائب رئيس “مركز المصالحة الروسي”، العميد البحري فاديم كوليت، في 17 من آب الماضي، إن قصف المعارضة شمل أرياف حلب وإدلب وحماة، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الحكومية الروسية الرسمية، إذ سجل “مركز المصالحة الروسي” 24 استهدافًا شمال غربي سوريا، من قبل قوات المعارضة خلال 24 ساعة في ذلك اليوم.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع المركز الروسي للاستفسار عن الخروقات، دون أن تحصل على الإجابة.

نص اتفاق “موسكو” 

ينص اتفاق “موسكو” الموقعّ في 5 من آذار 2020 على الآتي:

ـ وقف إطلاق النار ابتداء من الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي يوم الجمعة (22:01 بتوقيف غرينيتش يوم 6 من اَذار) على طول خط المواجهة.

ـ إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوبي الطريق الدولي السريع الرئيس في إدلب (M4)، وهو الطريق الذي يربط المدن التي تسيطر عليها الحكومة السورية في حلب واللاذقية.

ـ نشر دوريات روسية- تركية مشتركة على طول طريق “M4” ابتداء من 15 من آذار.

وكانت روسيا وتركيا أعلنتا عن اتفاقية “أستانة” في 4 من أيار 2017 ( تركيا، روسيا، إيران)، التي تنص على “خفض التصعيد”، وأيضًا اتفاقية “سوتشي” في أيلول 2018، التي نصت على وقف إطلاق نار في مناطق “خفض التصعيد” في إدلب، إلا أن هذه الاتفاقيات جرى انتهاكها بشكل متكرر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة