في بادرة هي الأولى من نوعها، أبدى قائد “فرقة السلطان سليمان شاه” محمد الجاسم، الملقب بـ”أبو عمشة”، استعداده للتفاهم مع “هيئة تحرير الشام”.
وتأتي تصريحات “أبو عمشة” بعد تداول أنباء خلال الأشهر الأخيرة، عن محاولات تشكيل “مجلس عسكري” موحد يجمع جميع الفصائل العسكرية في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
وكانت عنب بلدي حصلت على معلومات من عناصر في “تحرير الشام” تفيد بزيارات لقياديين من الصف الأول في الفصيل، عقدوا لقاءات في ريف حلب مع قيادات في فصائل عسكرية، بقصد التقارب والتنسيق مع “الهيئة”، وهو ما أكدته زيارة القيادي جهاد الشيخ (أبو أحمد زكور) إلى مدينة اعزاز بريف حلب، حيث التقى بقياديين ووجهاء من المنطقة، في تموز الماضي.
وحول العلاقة مع “تحرير الشام”، قال “أبو عمشة” في حديث إلى صحيفة “القدس العربي”، “ليست لدينا مشكلات معهم، كما أنه لا توجد علاقات بيننا”.
وتابع “أبو عمشة”، “لا ننكر عمل (تحرير الشام) في القتال ضد النظام، وهم أبناء هذا البلد، وقد صدوا هجمات النظام كثيرًا، ونحن مستعدون للتفاهم معهم، ونؤيد الاندماج الكامل لمناطق المعارضة”، واصفًا “هيئة تحرير الشام” بأنها “تغيرت حاليًا للأفضل”.
كما أبدى قائد “فرقة السلطان سليمان شاه” استعداد فصيله للمشاركة إلى جانب “تحرير الشام” في قتال النظام ضمن “قيادة ومظلة الجيش الوطني”.
وتعتبر “تحرير الشام” الجهة الأكثر نفوذًا في محافظة إدلب، وتشكّل إلى جانب “الجبهة الوطنية للتحرير” غرفة عمليات “الفتح المبين” المسؤولة عن إدارة المنطقة عسكريًا.
وظهرت “تحرير الشام” لأول مرة في سوريا عام 2012 تحت مسمى “جبهة النصرة” وكانت تعتبر فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، وفي 2016 حوّلت اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، لتعلن في 2017 فك ارتباطها مع “القاعدة” وتطلق على نفسها “هيئة تحرير الشام”، إلا أنها ما زالت موجودة على “قوائم الإرهاب” لدى مجلس الأمن الدولي.
بينما يصنف “أبو عمشة” كأحد أبرز قادة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
ونفى “أبو عمشة” في حديثه إلى “القدس العربي” تهريب “جهاديين” إلى ليبيا، مضيفًا، “نحن والجهاديون في حالة عداء، فقد حاربنا تنظيم (القاعدة) سابقًا”، كما أن الفصيل خاض معارك “شرسة” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وخسر الكثير من عناصره.
وعن مظاهر التبجيل والمديح التي ظهرت في عدد من المقاطع المصوّرة، قال “أبو عمشة”، إنها تصرفات “نابعة من عادات المجتمع العشائري لا يمكن لنا أن نمنعها”.
وأصدر “أبو عمشة”، في آب 2020، قرارًا يقضي بمنع تبجيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار تسجيلات مصوّرة تحتوي صورًا له بشكل متكرر، مثل أغنية “أبو عمشة يهز الأرض وكل الكرة الأرضية”، أو الأغنية التي تتحدث عن مواجهة “أبو عمشة” للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
وجاء في البيان أن القيادي منع “الترويج ونشر صور أو مقاطع فيديو تبجيل أو مدح لقائد الفرقة أو قادتها من الصف الثاني ومن دونهم بشكل عام”، الأمر الذي لقي ردود فعل ساخرة على موقع “تويتر”.
–