أصدرت حكومة “الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، تعميمًا يتضمن عدة إجراءات للحد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في شمال غربي سوريا.
وطالب التعميم الصادر اليوم، الاثنين 6 من أيلول، بإغلاق صالات الأفراح وأماكن الألعاب الجماعية، والمسابح العامة، والملاعب والصالات الرياضية، ومدن الألعاب والملاهي، ومعاهد رياض الأطفال.
ويأتي تعميم “الإنقاذ” نظرًا إلى ازدياد أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” في منطقة حارم، وبعد نحو ساعة من بيان آخر نشره “الدفاع المدني السوري”، ووقعت عليه 22 منظمة إنسانية وطبية عاملة في الشمال السوري.
وأعلن “الدفاع المدني” في بيانه، إشغال جميع أسرّة العناية المركزة في المستشفيات الخاصة بمرضى فيرس “كورونا”، وأسرّة مركز العلاج المجتمعي، نتيجة تفاقم أعداد الإصابات بالفيروس.
وذكر أن المنطقة تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في أعداد الإصابات، في ظل انتشار متحورات جديدة أشد خطورة من الفيروس الأصلي، خصوصًا متحور “دلتا” الذي يتميز بسرعة انتشاره، واستهدافه الأعمار الصغيرة.
وشدد البيان على ضرورة التزام الأهالي في شمال غربي سوريا بالإجراءات الوقائية، وأخذ الموضوع على محمل الجد، والابتعاد عن التجمعات، كالأعراس والولائم، والالتزام بارتداء الكمامة بشكل صحي، والعناية بغسل الأيدي بالصابون، والالتزام بالنظافة الشخصية.
كما دعا كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم من الفئات التي تشكّل أولوية إلى تلقي اللقاح، مشيرًا إلى ضرورة تعاون الجهات المعنية كافة بتأخير بدء دوام المدارس وتخفيف التجمعات، واقتصار عمل المؤسسات الأخرى على الحد الأدنى من الموظفين.
وحذّر البيان أيضًا من مغبة تجاهل هذه الإجراءات، لافتًا إلى احتمالية حدوث تدهور كبير في القطاع الصحي لن تكون المراكز الطبية أمامه قادرة على استيعاب العدد المتزايد من المرضى.
وأشار “الدفاع المدني” إلى ضعف الإمكانيات الطبية والنقص الحاد في عدد الكوادر الطبية، بالإضافة إلى تدمير روسيا والنظام للمنشآت الطبية في المنطقة.
ويأتي هذا البيان في ظل تصاعد أعداد الإصابات بالفيروس في الشمال السوري، رغم فتح أبواب التلقيح منذ مطلع أيار الماضي.
ونقلت فرق “الدفاع المدني” أمس، الأحد، جثامين ثمانية أشخاص توفوا في المستشفيات الخاصة بفيروس “كورونا”، بالإضافة إلى نحو 50 مصابًا أو مشتبهًا بإصابتهم بالفيروس إلى مراكز ومستشفيات العزل، إلى جانب استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين.
وأعلن فريق “منسقو استجابة سوريا“، في 27 من آب الماضي، منطقة حارم التابعة لمحافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، منطقة “عالية الخطورة”، بعد تجاوز أعداد الإصابات المسجلة في المنطقة ثلاثة آلاف و125 إصابة، في ظل توقعات بارتفاع أعداد الإصابات في الفترة المقبلة في حال عدم تشديد القيود على المنطقة.
ودعا “منسقو الاستجابة” المدنيين في حارم وبقية المناطق إلى تطبيق الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى، خوفًا من ازدياد عدد الإصابات بشكل أكبر من الوضع الحالي.
وفي بيان نشرته، في 28 من آب الماضي، عبر “فيس بوك”، طالبت “الإنقاذ” بإلزام العاملين في الجهات العامة بالتباعد المكاني وارتداء الكمامات الطبية والتعقيم وتجنب المصافحة.
ودعت إلى عدم استقبال المراجعين ما لم يتقيّدوا بتعقيم اليدين وارتداء الكمامات قبل الدخول، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق التباعد المكاني للعاملين ضمن “المباني الحكومية”، حرصًا على سلامتهم وسلامة المراجعين.
وأعلنت مديرية الصحة في محافظة إدلب أمس، الأحد، ارتفاع إجمالي الإصابات في الشمال السوري إلى 43 ألفًا و511 إصابة، بعد تسجيل 292 إصابة جديدة، في 4 من أيلول الحالي، منها 143 حالة في محافظة إدلب.
كما سجلت 270 حالة شفاء جديدة، منها 74 حالة في إدلب ليصبح إجمالي حالات الشفاء 25 ألفًا و499 حالة، مقابل 782 حالة وفاة بالفيروس.
ونشر فريق”منسقو استجابة سوريا“، في 1 من أيلول الحالي، جدولًا بحالات الإصابة بالفيروس في شمال غربي سوريا، تصدرته مدينة حارم بأكثر من خمسة آلاف إصابة.
وكانت مديرية الصحة في مدينة إدلب، أعلنت انطلاق حملة التلقيح ضد فيروس “كورونا”، منذ 1 من أيار الماضي، بعد وصول الدفعة الأولى من اللقاح، المكونة من 53 ألفًا و800 جرعة، في 21 من نيسان الماضي.
كما أعلنت المديرية، في 3 من أيلول الحالي، وصول الدفعة الثالثة من اللقاحات، وتضم 358 ألفًا و800 جرعة من لقاح “سينوفاك” الصيني، بعد وصول الدفعة الثانية في 17 من آب الماضي، وتضمنت حينها 36 ألفًا و400 جرعة من لقاح “أسترازينيكا”، وفق ما نشرته “الصحة” عبر “فيس بوك“.
ويجري تزويد مناطق شمال غربي سوريا بلقاحات “كورونا” عن طريق برنامج “كوفاكس” التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يقدم اللقاحات مجانًا للدول الفقيرة.
–