أعلن وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، عن اجتماع رباعي الأسبوع المقبل، في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة سوريا ولبنان ومصر لبحث الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات بين هذه الدول بتمرير الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا.
وقال الوزير إن المواضيع الفنية والتقنية والمالية ستبُحث، وسيُوضع برنامج عمل وجدول زمني، وسيُفعل فريق عمل تقني فني للكشف على كل المواقع في لبنان وسوريا ومصر والأردن، والتأكد من سلامة استثماراتها، حتى يتم تشغيلها بشكل آمن.
وأشار الوزير في تصريحات صحفية اليوم، الأحد 5 من أيلول، إلى إمكانية البدء بين لبنان وسوريا، لأنهما “مترابطان فورًا، وبين سوريا والأردن ومصر”.
ووصف غجر محادثات أمس، السبت، في دمشق، بين الجانبين السوري واللبناني، بأنها كانت إيجابية، لافتًا إلى إبداء النظام “رغبة كبيرة” بالتعاون مع الجانب اللبناني.
وحول التفاصيل التقنية لاتفاقية الربط الكهربائي، أوضح الوزير أنه يجب أن تمر الكهرباء بشبكة 400 كيلو فولت من الأردن عبر سوريا إلى لبنان لاستجرارها، مشيرًا إلى “وجود أضرار وبحاجة للمسح للتأكد من حجمها”.
وتحدث عن وجود أربعة معامل مجهزة للعمل على الغاز، “صور” و”بعلبك” و”الزهراني” و”دير عمار” الذي عمل على الغاز عام 2009، ووصل هذا الغاز من مصر عبر الأردن وسوريا، وعمل لستة أشهر وبعدها انقطع بسبب عدم توافر الغاز، لكنه جاهز اليوم.
وعن الدور الأمريكي باستجرار الغاز إلى لبنان قال غجر، “إننا نستطيع أن نستفيد من الغاز المصري والكهرباء الأردنية، “هذا الموضوع ليس جديدًا فنيًا، وكنا نبحثه لكن كانت هناك موانع”.
وتابع الوزير، “كانت هناك الاستثناءات المطلوبة من الأميركيين الذين هم بادروا عندما رأوا صعوبة الوضع في لبنان، وأعلنوا أنه لا مانع لديهم، وبدأت أولًا الدولة الأردنية وبعدها الدولة المصرية والبنك الدولي، وتم العمل على الاستثناءات للعمل على هذه المشاريع” .
ووافق النظام على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية وأبدى استعداده لتلبية ذلك.
وأعلن الموافقة الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني- السوري، نصري خوري، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقاء الطرفين أمس، صرّح فيه أنه تمت مناقشة الأوضاع الصعبة التي يمر بها البلدان وخاصة في مجال الكهرباء والغاز.
وقال خوري إن الاتفاق تم على متابعة الإجراءات الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كل من البلدين.
وزار وفد من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية العاصمة السورية دمشق أمس، في أول زيارة رفيعة المستوى منذ سنوات، ضمت نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ووزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة، زينة عكر، ووزير المالية، غازي وزني، ووزير الطاقة، ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم.
واستقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة النظام، فيصل المقداد، الوفد عند معبر “جديدة يابوس” على الحدود السورية- اللبنانية.
وسبقت تصريح خوري جلسة مباحثات بين الجانبين السوري واللبناني في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق، تضمنت بحث استجرار الطاقة والغاز من مصر والأردن عبر سوريا وقدرتها على السير بالمشروع، وفق ما ذكرته “الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية”.
إلّا أن العقوبات الأمريكية على دمشق تشكّل عاملًا معقدًا في أي جهد لمساعدة لبنان عبر سوريا، لكن أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين زاروا بيروت الأسبوع الماضي قالوا إن واشنطن تدرس طرقًا للتعامل بشكل عاجل مع هذه العقبات.
وأعدت عنب بلدي ملفًا بعنوان “على أعين واشنطن.. خطوط الطاقة تنعش النظام” ناقشت فيه احتمالية سماح واشنطن بوصول الكهرباء الأردنية المنتَجة من الغاز المصري إلى لبنان عن طريق سوريا، والفائدة التي ستجنيها هذه الدول من اكتمال هذا المشروع.