إزالة “ساعة حمص” الشاهدة على أكبر اعتصامات المدينة ومجازرها
أزال مجلس مدينة حمص “ساعة حمص” القديمة الواقعة في مركز المدينة، والتي تحمل رمزية لأبنائها كونها شهدت أحد أكبر الاعتصامات والمجازر في سوريا.
وقالت إذاعة “المدينة اف ام” عبر “فيس بوك”، الخميس 2 من أيلول، إنه بعد تساؤلات عديدة عن أسباب إزالة الساعة الأثرية، أجاب مجلس المدينة أن إزالة البرج مؤقتة وجاءت لغرض الصيانة، بحسب قوله.
ونقلت الإذاعة عن مجلس المدينة، أن مخططًا جديدًا يجري تنفيذه لإعادة تأهيل الساحة، وستُنشر تفاصيل المخطط على الصفحة الرسمية للمجلس في “فيس بوك” لاحقًا.
وتوجد في حمص ساعتان، قديمة وجديدة، تقعان في شارع شكري القوتلي، حيث كانت تنظم المظاهرات والاعتصامات بداية الثورة السورية.
ويحمل برج الساعة (الجديدة) في مدينة حمص قيمة رمزية لسكان المدينة ممن شهدوا اعتصام “الساعة”، في 15 من نيسان عام 2011، حيث نفذت قوات النظام مجزرة بحق المعتصمين، لُقبت باسم “مجزرة الساعة”.
ووقعت المجزرة في الساعة الثانية إلا عشر دقائق فجرًا من يوم 19 من نيسان، بعد أن هاجمت قوات النظام الاعتصام الذي استمر لعدة أيام، وضم آلافًا من المدنيين، ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى.
وقال ضابط مخابرات منشق لـ”هيومن رايتس ووتش“، إن مسؤول مخابرات رفيع المستوى أمر الجنود بإطلاق النار على المتظاهرين في الاعتصام، رغم أنهم كانوا غير مسلحين. نفذ الجنود الأمر، على حد قوله.
وإلى الآن فإن عدد القتلى الدقيق لهذه المجزرة ما زال مجهولًا. وطبقًا للشهود الذين تحدثوا لـ”هيومن رايتس ووتش”، فإن العديد من المتظاهرين في الساحة عند إطلاق قوات الأمن النار، كانوا من قرى قريبة من حمص، ما صعّب على الناشطين جمع أسماء القتلى.
بعد الحادث، أفاد ناشطون من حمص بأن 150 شخصًا من الاعتصام قد أصبحوا في عداد المفقودين.
وبحسب “لجان التنسيق المحلية”، عُثر على 35 جثمانًا في مكب نفايات بالقرب من مقبرة “النصر”، وذلك في اليوم التالي للهجوم، كما نُظمت 45 جنازة خلال الأيام التالية.
الساعة القديمة الأكثر شعبية
تعتبر الساعة القديمة أكثر شعبية في حمص، نظرًا إلى موقعها المتربع على عقدة جغرافية، وقد أُنشئت الساعة القديمة في عام 1924 من قبل الفرنسيين، أي قبل 30 عامًا من “الجديدة”، بواسطة الساعاتي عبد الله كيشي، الذي حفر اسمه عليها.
وتختلف الساعة القديمة عن الجديدة بأنها مصنوعة من النحاس، وكانت مركز مدينة حمص القديمة.
وتتوسط منطقة الأسواق الأثرية، وأُنشئ إلى جانبها كراج “حماة” لأنها كانت على طريق “حماة” ثم سينما “الفردوس” إلى الشمال منها (مكان بناء السيتي سنتر حاليًا).
ماذا عن “الجديدة”؟
بينما بُنيت الساعة الجديدة الموجودة في ساحة “جمال عبد الناصر” من قبل قسمين من العمال، الأول عمال بناء والثاني من اختصاصيي ساعات، وكانت تُعرف ساحتها قبل إنشائها بساحة “شرطة السير”، ومن قبل ذلك كانت ثكنة فرنسية بين عامي 1945 و1947.
وتعطلت بين عامي 1978 و1988 بسبب عدم توفر الخبراء القادرين على إصلاحها إلى أن تمكن الساعاتي عبد الله كيشي (أشهر ساعاتي في حمص)، وهو من عائلة اشتهرت بإصلاح الساعات، باستبدال إضاءة داخلية بالإضاءة “النيونية” النافرة، وأضاف إليها جهاز جرس أوتوماتيكيًا مبرمجًا بحيث تدق الساعة كل ربع ونصف ساعة وعلى رأس الساعة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :