جيش النظام يعمّم بمعاقبة مخالفي اللباس العسكري
أصدرت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري تعميمًا داخليًّا يقتضي بتوجيه قيادة الشرطة العسكرية لمعاقبة غير الملتزمين بلباس الجيش السوري في جميع المحافظات السورية.
وأوصى التعميم الذي اطلعت عليه عنب بلدي، والصادر عن وزير دفاع النظام،علي أيوب، أمس الأربعاء، 1 من أيلول، لقيادات القطع العسكرية في جميع المحافظات بضرورة تفقد لباس المجندين قبل السماح لهم بمغادرة قطعاتهم العسكرية في حال الإجازات أو المهام العسكرية.
وفي حديث لعنب بلدي، قال محمد (32 عامًا)، وهو عسكري من مرتبات الفرقة الأولى التابعة للجيش، إن وزارة الدفاع فرضت هذا القرار على المجندين، في وقت لا تتوفر فيه مستلزمات اللباس التي من المواجب تقديمها لهم من قبل إدارة القطعات العسكرية.
واعتبر أن هذا التعميم قد يفتح الباب أمام الشرطة العسكرية التابعة للنظام لسلب المجندين مبالغ مالية، مقابل عدم معاقبتهم بسبب عدم تقيدهم باللباس العسكري، مشيرًا إلى أن عنصر الشرطة العسكرية كان يخطو على حذاء المجند في جيش النظام بقدمه، ومن ثم يعاقبه لأن حذائه متسخ إذا لم يدفع له مبلغًا ماليًا.
وتشهد “إدارة التعيينات” التابعة للنظام، منذ العام الماضي، أزمة حادة بتأمين طعام ومستلزمات الجيش، إذا بات النظام السوري يعمل على تخفيض المخصصات الممنوحة للمجندين في الجيش.
ومنذ أن رفع جيش النظام السوري حالة الحرب ضد إسرائيل عام 1948، حافظ على وضع الجاهزية، وارتفعت وتيرته وانخفضت خلال فترات الحروب مع أطراف خارجية وداخلية، ومنها مظاهرات الثورة السلمية المطالبة بالإصلاح التي بدأت عام 2011، وتمت مواجهتها بالجيش بمختلف صنوف السلاح، الأمر الذي دفع بعض المجموعات لتبني خيار العمل المسلح بعد عام 2012.
وقدر “مجلس العلاقات الدولية الروسي” العدد الإجمالي لأفراد الجيش ما قبل عام 2011 بنحو 325 ألفًا، بينهم 220 ألفًا من القوات البرية، و100 ألف من القوى الجوية (60 ألفًا منها للدفاع الجوي، و40 ألفًا من القوات الجوية)، وأربعة آلاف من القوات البحرية، مع ثمانية آلاف من حرس الحدود و100 ألف مقاتل من “الجيش الشعبي”.
وكان الجيش قبل الثورة، بغالبيته، من المجندين بمعدل خدمة عامين ونصفًا، بينما بلغ معدل التجنيد السنوي 125 ألفًا، مع بقاء 354 ألف جندي من قوات الاحتياط.
وتراجع عدد مقاتلي الجيش نحو الثلثين بعد عام 2011، وفي عام 2012، “حالت المساعدة العسكرية الروسية والإيرانية دون انهيار النظام وقواته”، حسب دراسة لمركز “توازن” البحثي، الذي قدر عديد مقاتلي الجيش عام 2020 بـ169 ألفًا.
وقيّم المركز كفاءة الجيش السوري فيما يخص الاحترافية العسكرية والحوكمة والنظرة الاجتماعية والثقافية والمؤهلات المدنية واقتصاد قطاع الدفاع بـ”المتدنية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :