بحث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، الاثنين 30 من آب، عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية قولها، إن أردوغان وابن زايد أجريا اتصالًا هاتفيًا.
وأشارت وكالة أنباء الإمارات (وام) إلى أن الزعيمين ناقشا خلال اتصالهما، “العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين”.
وأضافت أنهما تبادلا وجهات النظر حول “عدد من القضايا والملفات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك”.
وفي 18 من آب الحالي، التقى أردوغان بمستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، خلال زيارة أجراها الأخير لتركيا، هي الأولى من نوعها منذ بدء الأزمة بين البلدين، عام 2017.
وقال أردوغان، إن الإمارات ستجري قريبًا استثمارات كبيرة في تركيا، وإن أنقرة عقدت مع إدارة أبو ظبي خلال الأشهر الماضية مجموعة من اللقاءات، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف الرئيس التركي تعقيبًا على الخلاف التركي- الإماراتي، “مثل هذه التقلبات يمكن أن تحصل وحصلت بين الدول، وهنا أيضًا حدثت بعض المواقف المماثلة”.
وأوضح أردوغان أن لقاءات ستُعقد مع حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد، في الفترة المقبلة، لافتًا إلى انتماء الإمارات وتركيا لذات الثقافة والمعتقد.
ووصف المستشار الدبلوماسي لحاكم أبو ظبي، أنور قرقاش، عبر “تويتر” اللقاء بـ”التاريخي والإيجابي”، مؤكدًا استمرار الإمارات في بناء الجسور وتوطيد العلاقات.
وفي سبيل تقريب وجهات النظر وحل الخلافات بين البلدين، تبادل وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مع نظيره الإماراتي، التهنئة بحلول شهر رمضان، في نيسان الماضي.
وفي كانون الثاني الماضي، أدلى قرقاش بتصريحات ودية تجاه تركيا أكد خلالها أن الإمارات أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة العربية.
وأبدى قرقاش خلال مقابلة أجراها مع قناة “سكاي نيوز عربية“، في كانون الثاني الماضي، رغبة بلاده بعلاقات طبيعية مع تركيا، معتبرًا أن المشكلة تكمن في السياسة التركية تجاه المحيط العربي، بحسب قوله.
كيف تدهورت العلاقات التركية- الإماراتية
تراجعت العلاقات بين البلدين بسبب المواقف المختلفة إزاء الأزمة المصرية وتداعياتها، حيث عارضت تركيا تسلّم السيسي للحكم، ودعمته الإمارات.
تُتهم الإمارات بدعم محاولة الانقلاب التركية عام 2016، مع تسريب سلسلة رسائل لسفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في 2017، ما يضفي مصداقية على هذا الادعاء.
وخلال حصار قطر الذي فرضته كل من السعودية والبحرين ومصر والإمارات، في حزيران 2017، وانتهى رسميًا في كانون الثاني الماضي، بتوقيع “بيان العلا”، وقفت أنقرة إلى جانب الدوحة، ما أسفر عن تعزيز العلاقات بين الجانبين، وزيادة الشرخ في العلاقة مع الإمارات.
في آب 2017، اتهمت الإمارات العربية المتحدة تركيا بـ”السلوك الاستعماري والتنافسي” عن طريق “محاولة الحد من سيادة الدولة السورية” من خلال وجودها العسكري في سوريا.
واستمر تدهور العلاقات في أواخر 2017، بعد أن شارك وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، عبد الله بن زايد آل نهيان، تغريدة تدعي أن تركيا سلبت المدينة المنورة خلال الحكم العثماني، ورد أردوغان من خلال وصف نهيان بـ”الرجل السفيه” الذي كان “مدللًا بالنفط”.
–