قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن “سر نجاح الجيش الروسي في سوريا، هو أن موسكو على عكس واشنطن تحترم وتهتم بخصوصيات الدول الأجنبية”
وصرح شويغو، اليوم الأحد 29 من آب، أن “روسيا لا تعمل بتاتًا على فرض قواعدها على غيرها من الدول”، بحسب مانقلت قناة “روسيا اليوم“.
وأضاف، “أولًا، أود القول إننا لا نفرض أسلوب حياتنا على أحد، ثانيًا، لقد جئنا إلى هناك بأهداف محددة للغاية تتمثل في محاربة الإرهابيين، وليس ضد سلطة الدولة السورية”.
كما أكد شويغو أن روسيا لا تحاول فرض “أسس الديمقراطية” في سوريا كما يفعل آخرون.
وعلل شويغو نجاح روسيا، بحسب قوله، بأنها توضح دائمًا لشركائها أن هدفها الأساسي هو دعم الدولة فقط وليس فرض سلطة فيها.
وأضاف، “جئنا لدعمكم، وليس لإنشاء نظام جديد، أو سلطة جديدة، أو دولة جديدة، أو لفرض الرأسمالية بدلا من الاشتراكية، أو العكس، نحن نقوم بذلك بكل إخلاص، دون أن تكون هناك أهداف ثانية وثالثة”.
وفي 14 من كانون الثاني 2016، شنت موسكو والنظام السوري عمليات جوية مشتركة، للمرة الأولى منذ بدء التدخل الروسي في سوريا في أيلول 2015.
ودعمت النظام السوري سياسيًا بالتوازي مع الدعم العسكري، عبر 16 “فيتو” في مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها التصويت ضد تمديد التفويض لآلية إدخال المساعدات العابرة للحدود والضغط للاقتصار على معبر واحد.
وأدى التدخل الروسي إلى سيطرة النظام على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، والغوطة الشرقية وحمص ودرعا وعدة مناطق أخرى، وقضم منطقة “خفض التصعيد” في إدلب شمال غربي سوريا.
كما تحاول روسيا التأثير على الأطفال السوريين في المجالات الثقافية والتعليمية، إذ جرت العادة في كل مناسبة واحتفال وطني يحدث في روسيا، أن تكون قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية في سوريا، وما يجاورها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، مكانًا لاحتفال القوات الروسية مع الأطفال السوريين.
ويأتي هذا ضمن سياق التدخل العسكري والسياسي لروسيا في سوريا، إذ وجدت لنفسها خلال السنوات الأخيرة منفذًا على الجانب الثقافي، تمثّل بتدريس اللغة الروسية في المدارس السورية، وقيام أطفال سوريين لا تتعدى أعمارهم الـ16 بالغناء للروس في مناسباتهم وإحياء حفلاتهم.
ومنذ بداية عام 2021 حتى 6 من أيار الماضي، استجابت فرق “الدفاع” لأكثر من 420 هجومًا من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 53 شخصًا بينهم عشرة أطفال وتسع نساء، بينما أُصيب 136 شخصًا.
وقال فريق “الدفاع المدني السوري”، في بيان ، في 17 من تموز الماضي، إن قوات النظام وروسيا تتعمد في قصفها استخدام القذائف المدفعية الموجهة بالليزر (كراسنوبول) لتحقق إصابات دقيقة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والمستجيبين الأوائل من فرق “الدفاع”، والعاملين في الاستجابة الطارئة، وبهدف تدمير المنشآت الخدمية ومقومات الحياة.
وبحسب بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قتل 6859 شخصًا، على يد القوات الروسية منذ دخولها إلى سوريا.
ووقّعت موسكو مع النظام السوري عدة اتفاقيات في قطاعات حيوية وسيادية في الدولة، مثل استخراج الفوسفات والتنقيب عن النفط والغاز وإنشاء صوامع قمح.
كما سعت إلى توقيع اتفاقيات من أجل توسيع سيطرتها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي هذه الاتفاقيات الاقتصادية التي تصل إلى ملايين الدولارات في وقت يشهد فيه الاقتصاد السوري تدهورًا كبيرًا، لعدة عوامل أبرزها العقوبات الاقتصادية وانخفاض الليرة السورية مما أثر ذلك على الواقع المعيشي للمواطن السوري الذي وصلت نسبة الفقر فيه إلى 90% بحسب تقارير أممية.