توفي رجل الأعمال السوري هشام دهمان، السبت 28 من آب، إثر نوبة قلبية في مدينته حلب.
وكان دهمان أعلن إغلاقه لمعمله، مطلع حزيران الماضي، لصنع المنتجات البلاستيكية في منطقة “الشيخ نجار” لفرض لجنة التكليف الضريبي عليه مليارات من الليرة السورية.
وقال دهمان، في منشور عبر في “فيسبوك”، “رغم الحصار والمعاناة وتحملنا لكل الظروف الاقتصادية والاجتماعية وإعادة إعمار مصانعنا بعد تحريرها من الإرهاب، ومثابرتنا على الإنتاج لصنفنا المنتج البلاستيكي بكل أنواعه، نفاجأ بالأمس بدخول لجنة التكليف الضريبي إلى معملي في الشيخ نجار وتكليفها لي بمبلغ من المال لايستوعبه البنك المركزي بمليارات الليرة السورية”.
وأضاف، “أشكر وزير الصناعة الذي وجدنا به أملًا، أفشلته هذه اللجنة القادمة بأوامر من وزير المالية”.
ورد وزير المالية، كنان ياغي، له على دهمان، آنذاك، في مداخلة له على قناة “الإخبارية“، أن ردة فعل دهمان غير مبررة، لأن الفرق شاسع بين تصريح دهمان الضريبي والذي يبلغ 40 مليون ليرة سورية منذ ثلاث سنوات، بينما أن الواقع الفعلي لقيمة أعماله في المعمل يبلغ ما يقارب 5.5 مليارات ليرة سورية، بحسب قوله.
وقال الخبير والمحلل الاقتصادي، خالد تركاوي عبر حسابه في”تويتر“، “بعد تكليفه بضريبة بمليارات الليرات السورية وإغلاقه معمله، فضحهم فقرروا التخلص منه، قتلة هشام دهمان سيقتلون المزيد أو عليهم أن يدفعوا ويسكتوا ليعيشوا”.
وقال تركاوي، في حديث إلى عنب بلدي، إن التجار في مناطق سيطرة النظام، عليهم أن يدفعوا للاستفادة من خدمات الحماية التي تقدمها الحكومة، أو ستسلط عليهم الميليشيات التي تعمل معهم أو حتى الأفرع الأمنية ليحصلوا مبالغ مالية منهم.
وأوضح الخبير أن المبالغ لا تتعلق بالمنشآت وإنما تتعلق بالمبالغ التي يجب أن يدفعها التاجر لقاء نفوذه وأعماله حتى خارج المنشآت.
بعد تكليفه بضريبة بمليارات الليرات السورية وإغلاقه معمله، فضحهم فقرروا التخلص منه.
قتلة #هشام_دهمان سيقتلون المزيد أو عليهم أن يدفعوا ويسكتوا ليعيشوا.#رامي_مخلوف#بشار_الأسد pic.twitter.com/0mYsnt7MV0— Khalid ALTERKAWI – خالد التركاوي (@KhaTerkawi) August 28, 2021
https://twitter.com/Alidoghni1/status/1403207187468591107
يعاني واقع الصناعة في سوريا من مشكلات عديدة تتعلق بغياب الكهرباء والمازوت، وعدم القدرة على تصدير المنتجات، والفرق بين سعر الصرف الرسمي وسعره في السوق السوداء، وغياب الحلول الحكومية لهذه المشكلات، ما دفع العديد منهم إلى مغادرة سوريا والتوجه نحو مصر.
وشهدت مناطق سيطرة النظام السوري هجرة “خيالية” من الصناعيين “الذين لا يمكن تعويضهم” نحو مصر، نتيجة الصعوبات التي يعانون منها، بحسب ما قاله رئيس قطاع النسيج في غرفة صناعة دمشق وريفها، مهند دعدوش، في تصريحات نقلتها إذاعة “شام إف إم” المحلية، في 7 من آب.
وتتمثل هذه الصعوبات، بحسب دعدوش، في عدم قدرة الصناعيين على توفير الطاقة، وعدم امتلاك المواطن الدخل المناسب للشراء وتصريف المنتجات، بالإضافة إلى بعض الترتيبات المتعلقة بالتصدير، ما أدى إلى عدم تحملهم لهذا الوضع ولجوئهم للهجرة.