القامشلي.. سكان يعانون من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة
يصف سعود المحمود (42 عامًا) وهو من سكان مدينة القامشلي الوضع في ظل انقطاع التيار الكهرباء في المدينة بأنه “لا يطاق”.
تزامن انقطاع الكهرباء عن منزل سعود مع تعطل مولدة الكهرباء الخاصة في الحي منذ نحو 20 يومًا، مما اضطره إلى شراء قوالب الثلج بشكل يومي بسعر 2500 ليرة سورية للقالب الواحد، كما اضطرت زوجته لرمي الأطعمة التي كانت محفوظة بالثلاجة بعد تلفها وفسادها.
قال سعود لعنب بلدي، “أعاني أنا وزوجتي وأطفالي من قلّة النوم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتوقف أجهزة التكييف والتبريد، هذا الوضع أصبح لا يُطاق”.
ويعاني سكان مدينة القامشلي من انقطاع التيار الكهربائي لساعات عديدة وصلت إلى نحو 19 ساعة في اليوم، وسط ارتفاع في درجات الحرارة.
سعود يسكن في الطابق الرابع، حسبما شرح لعنب بلدي، وهو بذلك لا يستطيع تعبئة خزان المياه من دون المضخة التي تحتاج إلى الكهرباء، وصار مضطرًا لشراء المياه، بتكلفة 5 آلاف ليرة سورية لتعبئة الخزان بسعة 1000 ليتر، يكفي عائلته لمدة أربعة أيام فقط “مع التوفير”، على حد وصفه.
وصرّح سعود لعنب بلدي أنه مشترك بأربعة أمبيرات من مولدة الحي ويكلفه الأمبير 4500 ليرة سورية شهريًا، لكنه “كثيرًا” يدفع أكثر من ذلك، إذ يعمد أصحاب المولدات إلى احتساب تكاليف أعطال المولدة على المشتركين دون أن “تمنعهم الإدارة الذاتية”، التي تسيطر على معظم مناطق شمال شرقي سوريا.
من جهته، قال عبد الرحمن سليمان (39 عامًا)، وهو من سكان حي الكورنيش، لعنب بلدي إنه أراد شراء مولدة خاصة لتعويض النقص في التيار الكهربائي، لكنه اضطر للتخلي عن هذه الفكرة بعد اعتراض عدد من جيرانه على الإزعاج الذي ستسببه في البناية والدخان والروائح المنبعثة منها.
ومع أن سعر المولدة التي تعمل على البنزين يتراوح بين 750 ألفًا ومليون ليرة سورية، بحسب النوعية والجودة، تبقى الحل الأنسب لحل مشكلة الكهرباء مقارنة مع استخدام تقنيات الطاقة البديلة كالألواح الشمسية التي تكلف نحو أربعة ملايين ليرة سورية، للحصول على ستة أمبيرات فقط.
هذا مبلغ لا يستطيع الجميع دفعه، حسبما قال مالك العلي (30 عامًا)، لعنب بلدي، الذي يمتلك مولدة منذ نحو عام بالرغم من ارتفاع سعر لتر البنزين الذي يتراوح بين 200 إلى 2275 ليرة سورية، حسب النوعية والأعطال التي يسببها للمولدة، فأقل عطل يكلف نحو 25 ألف ليرة سورية، بالإضافة إلى كلفة تبديل الزيت المقدرة بخمسة آلاف ليرة سورية كل عدة أيام، وبحسب ساعات التشغيل.
ارتفاع التكاليف يجبر أصحاب المولدات على رفع الأسعار
برر أصحاب المولدات الانقطاع المتكرر للأمبيرات، بأنه نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة مما يؤثر على عمل المحركات ويزيد أعطالها وغالبًا ما يحتاج المحرك لنقله خارج الحي إلى إحدى الورش الصناعية.
وبحسب ما أوضحه عبد الرحمن عبود (50 عامًا)، الذي يمتلك مولدة في حي طي ويزود نحو 400 منزل، أن عملية الإصلاح تستغرق أحيانًا عدة أسابيع وملايين الليرات السورية، بسبب غلاء قطع الغيار وأجرة الميكانيكي الذي يصلحها.
وأضاف عبد الرحمن أنه من الصعب تحمل أصحاب المولدات هذه التكاليف لوحدهم، لأنهم سيخسرون في النهاية، ما يضطرهم لتحميل جزء من تكاليف الصيانة والإصلاح على المشتركين.
وقال إن بعض أصحاب المولدات أوقفوها بسبب “الخسائر الكبيرة التي تكبدها، وعدم ملاءمة سعر الأمبير المحدد من قبل الإدارة الذاتية مع هذه المصاريف”.
بدورها تتهم “الإدارة الذاتية”، في كل مرة “مجموعات تخريبية”، لا تسميها، بسرقة الكابلات الكهربائية وزوايا أبراج نقل الطاقة مما يسبب انهيارها وقطع الكهرباء عن مناطق سيطرتها، وبأن هذه المجموعات تريد “افتعال الأزمات وإلحاق الضرر بالمؤسسات المدنية بغية إثارة الفتنة ما بين الشعب ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية”
وتعتمد محافظة الحسكة على مصدرين للطاقة الكهربائية الأول مائي من سدي الفرات وتشرين، والثاني من محطات توليد السويدية والجبسة ورميلان التي تعمل على الغاز الطبيعي، وهذه الأخيرة مخصصة للمنشآت الاستراتيجية كالمطاحن ومضخات آبار النفط، والمنشآت العسكرية التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري، وقسم قليل منها تستفيد منه أحياء في مدينة القامشلي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :