“يونيسف”: 3.5 مليون طفل في العالم يعيشون كمهاجرين أو لاجئين
أصدرت “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (يونيسف) تقريرًا تتحدث فيه عن ازدياد تنقّل الأطفال حول العالم من بلدانهم الأصلية، سواء داخلها كنازحين، أو خارجها كمهاجرين ولاجئين.
وبحسب التقرير المنشور في 27 من آب، بعنوان “مسارات غير مؤكدة: كيف يشكل نوع الجنس تجارب الأطفال المتنقلين” فشهد عام 2020 وجود 35.5 مليون طفل دون سن 18 يعيشون خارج بلدانهم الأصلية، كمهاجرين أو كلاجئين.
أما عدد النازحين داخليًا من الأطفال فبلغ 23.3 مليون (11.3 مليون فتاة و11.9 مليون فتى)، مع ما يقرب 15 مليون حالة نزوح جديدة على مدار العام، أو 41 ألف حالة نزوح جديدة كل يوم.
ويسلط التقرير الضوء على ازدياد تنقل الفتيان والفتيات اليوم أكثر من أي وقت مضى داخل بلدانهم وخارجها، كما تختلف بعض أساليب وأسباب الهجرة بين الأطفال حسب اختلاف النوع الاجتماعي والعمر.
وهاجر ما يقارب 60 مليون فتاة وفتى عبر الحدود أو أُجبروا على النزوح داخل بلدانهم في عام 2020، وهذا أكثر بحوالي عشرة ملايين طفل وطفلة مقارنة بعام 2015، عندما نشرت “يونيسف” تقرير “الأطفال المقتَلَعون”.
Age plays a critical role in a child’s migration, but how will gender mediate that experience?
Which gender-specific vulnerabilities, needs, and opportunities influence the lives of girls and boys on the move?
👉Read our new report @UNICEFData https://t.co/mQ25uw5M0O— Danzhen You (@DanzhenYou) August 27, 2021
غايات مختلفة للهجرة بين الذكور والإناث
وأشار تقرير المنظمة إلى اختلاف طرق الهجرة وخبراتها بين الجنسين، فعلى الصعيد العالمي، يهاجر الفتيان الذكور مع توقعات بأنهم سيكسبون لقمة العيش، بينما قد تهاجر الفتيات كاستراتيجية لتأخير الزواج المبكر أو العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.
ففي عام 2020، كان تسعة من بين كل عشرة أطفال من غير المصحوبين بذويهم الذين يلتمسون اللجوء في أوروبا من الأولاد الذكور، واثنان من بين كل ثلاثة قدموا من أفغانستان.
واحتلت أفغانستان المرتبة الأولى في قائمة أول عشر دول منشأ، لأكبر عدد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يلتمسون اللجوء في أوروبا، كما فاق عدد الفتيان الذكور الأفغان عدد الإناث ممن عبروا الحدود.
ووفق التقرير، فإن الفتيان أكثر ميلًا للسفر مسافات أطول عبر الحدود من الفتيات، فيما تهاجر الفتيات داخل البلد أكثر من الفتيان.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. أكبر عدد من الأطفال المهاجرين الدوليين
ذكر التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر موطنًا لأكبر عدد من الأطفال المهاجرين الدوليين، وتظهر أكبر اختلال في التوازن بين الجنسين.
وبحسب التقرير، حوالي تسعة ملايين طفل مهاجر عاشوا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2020 (54.3% منهم ذكور).
وفي سوريا، غادر أكثر من ثلاثة ملايين طفل البلاد في عام 2020، أي أن نسبة واحد من بين كل ثلاثة أطفال من بين عشرة ملايين طفل مهاجر قدموا من سوريا في عام 2020 (1.6 مليون فتى و1.5 مليون فتاة).
واحتوت تركيا حوالي 1.7 مليون طفل لاجئ في 2020، تقريبًا جميعهم من سوريا، إذ شكّل عدد الإناث أكبر من عدد الذكور.
الحروب والعنف.. أبرز أسباب الهرب
تحدث التقرير عن الأسباب التي دفعت الأطفال مغادرة بلادهم، ففي نهاية عام 2020 كان 10 ملايين طفل يعيشون كنازحين خارج الحدود نتيجة الحرب والصراع والعنف مما دفع بالعديد منهم للمغادرة.
وتُعد مناطق الصراع خطرة بالنسبة للأطفال وقد يتعرضون للعنف والأذى والاختطاف والتجنيد والاستغلال والعمل القسري والزواج المبكر والاستغلال الجنسي.
ومن بين ضحايا الاتجار المكتشفين، فاق عدد الفتيات عدد الفتيان بمعدل أربعة إلى ثلاثة أشخاص، إذ غالبًا ما يتم الاتجار بالفتيات بغرض الاستغلال الجنسي، بينما يتم الاتجار بالفتيان للعمل القسري.
وقد غادر العديد من الأطفال من أفغانستان وسوريا وإريتريا في الأعوام السابقة بسبب التجنيد القسري أو المطول.
وأشار التقرير إلى الأسباب الأخرى التي قد تدفع الأطفال للهجرة، منها تغير المناخ والكوارث الطبيعية كالأعاصير والزلازل وارتفاع مستوى البحر، والجفاف والفيضانات، بوصفها عوامل أخرى تدفع بملايين الأطفال لترك ديارهم كل عام.
ووفقًا للتقرير، فإن حجم الأضرار غير معروف في الغالب، والبيانات شحيحة، وما يزال عددًا غير معروف من الأطفال المهاجرين والنازحين يتم الاتجار بهم أو تهريبهم أو احتجازهم.
كما يعيش الكثيرون في مراكز الاحتجاز والمخيمات والمواقع العشوائية دون أمان وأمن، ولا يزال الكثيرون منهم غير مرئيين وغير معدودين وبالتالي غير محميّين، حسب ما وصفته “يونيسف”.
وقدّم التقرير توصيات أخذًا بعين الاعتبار الدور الذي يلعبه نوع الجنس من ساعة اتخاذ قرار ترك المنزل، وخلال رحلة الأطفال وصولًا إلى وجهتهم النهائية.
كما أضافت جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19) بُعدًا آخر إلى معاناة الأطفال، وتعاني الفتيات على وجه الخصوص من الكثير من التداعيات مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :