عروة قنواتي
يأبى هذا الميركاتو أن ينتهي ويتوقف قبل أن يسجل نفسه وموسمه في المقدمة، على حساب مواسم كثيرة احتوت في طياتها مفاجآت وصواعق بانتقالات النجوم، كما كانت الظروف في جلاكتكوز الريال مطلع القرن الحالي، وكما ظهرت الصورة بانتقال نيمار البرازيلي من برشلونة إلى باريس سان جيرمان قبل سنوات وبخروج الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد باتجاه السيدة العجوز…
كل هذه الصفقات المفاجئة والانتقالات التي أحدثت فوارق وتأثيرات قوية كانت تجري بالتدريج وليست دفعة واحدة، إلا في هذا الميركاتو، الذي تبقى له كي يقفل أبوابه 48 ساعة، وما زال يهز ملاعب كرة القدم والأندية الكبرى وصناديقها المالية ومدرجاتها، ويقلق أو يفرح مشجعيها وعشاقها.
من صفقة انتقال ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان قادمًا من برشلونة، إلى انتقال القائد سيرجيو راموس من ناديه الملكي إلى حديقة الأمراء معقل النادي الباريسي، وحكاية الفيلم المستمر بما يخص النجم الشاب كيليان مبابي وانتقاله الذي لم يتم حتى هذه الساعة من باريس سان جيرمان باتجاه قلعة النادي الملكي ريال مدريد.
ورقة مهمة من أوراق الميركاتو الصيفي للموسم الحالي، الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو يحلّق بعيدًا عن السيدة العجوز بعد الجولة الأولى من الكالتشيو الإيطالي، الذي سجل فيه هدفًا وألغاه الحكم أمام عيون المدرب العائد ماسيمليانو أليغري، الذي كان موجودًا في الموسم الأول لرونالدو مع اليوفي، ثم أُقيل ليبقى رونالدو برفقة المدرب ساري ثم المدرب بيرلو، وبعودة جديدة لأليغري كان واضحًا ومفهومًا لكثير من متابعي الكرة الأوروبية أن لا أجواء صافية بين النجم والمدرب ، وأن الموسم لن يكون طبيعيًا على الطرفين وعلى عشاق السيدة العجوز الذين ما زالوا بانتظار الأيادي التي سترفع الكأس ذات الأذنين مجددًا، بعد آخر مرة كان فيها اللقب بحيازة اليوفي موسم 1996.
ولأنه رونالدو، ولأن رحيله لن يكون من دون خلط أوراق وسجلات وبضجيج متواصل، فمنذ 24 ساعة و”مانشيتات” الصحف والمواقع والتصريحات تضعه في عهدة السيتزن (المان سيتي) رفيقًا جديدًا لبيب غوارديولا، مع حبكة السيناريوهات اللطيفة للاثنين وهما يواجهان ميسي وراموس من باريس سان جيرمان في دور المجموعات بالشامبيونزليغ لهذا الموسم، إلى 24 ساعة انقلبت فيها الأمور رأسًا على عقب ليكون على طاولة ناديه القديم فارسًا في مسرح الأحلام زميلًا وصديقًا لسولشاير في “المان يونايتد”، وبقصص تبدأ ولا تنتهي حول الوفاء والمحبة والعشق القديم، وانتهاء العشق الممنوع مع المان سيتي قبل أن ينطلق أساسًا.
كل هذه الضجة والفوضى وعودة ترتيب الأوراق للموسم الجديد كانت في أروقة الميركاتو الصيفي، الذي لم يكن ليحتوي في طياته ومصنفاته على كل هذه التبدلات لولا جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والضربات المالية التي أصابت خزائن أندية كبرى، ولولا مشروع “السوبر ليغ” الأوروبي الذي ما زال بحد ذاته معركة تشتعل وتهدأ بين الأندية المشتركة وبين الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الرسمية لكرة القدم محليًا وقاريًا ودوليًا.
إذن، ميركاتو للذكرى.. ميسي ورونالدو بخطوة جديدة قبل خطوة الوداع رياضيًا وكرويًا.