يتوجه مجلس مدينة إدلب شمال غربي سوريا، منذ بداية العام الحالي، إلى تأمين أسواق بديلة وإزالة “البراكيات” (البسطات) العشوائية من أسواق المدينة، وهو ما سبّب اعتراضًا من قبل الأهالي في بعض الأحيان.
وأعلن مجلس المدينة، في 22 من آب الحالي، عن إزالة “البسطات” العشوائية من سوق الخضار وسط مدينة إدلب، وتنظيمها ضمن السوق المسقوف وتوسعته، وإزالة جميع المخالفات والتجاوزات على الطريق الرئيس والطرق الفرعية في سوق الخضار، لـ”تحرير الطرقات أمام المركبات والمشاة”، في المنطقة الخاضعة لسيطرة حكومة “الإنقاذ”.
توسعة وترميم للسوق
وقال مدير العلاقات العامة في مجلس مدينة إدلب، الدكتور فراس علوش، في حديث إلى عنب بلدي، إن مجلس المدينة منذ حوالي سنتين حاول أكثر من مرة إدخال “البسطات” التي تشغل شوارع السوق وتعرقل حركة السير وتنقل الأهالي.
إلا أن العملية لم تنجح على الرغم من ترميم السوق المسقوف أكثر من مرة، الأمر الذي كلّف مبالغ من صندوق المجلس دون فائدة، لأن أصحاب “البسطات” لم يستجيبوا لعملية النقل.
وتتوزع في السوق “البسطات” العشوائية والعربات و”البسطات” الموجودة أمام المحال التجارية والعائدة لأصحاب المحال.
لكن في آخر المطاف، قرر مجلس المدينة نقل “البسطات” إلى السوق المسقوف وتأمين محال إضافية، وتكفل المجلس بأعمال ترميم السوق المسقوف وإضافة محال أخرى في الساحة الشمالية للسوق، على حسابه، حسب قول علوش.
ويبلغ عدد المحال في السوق 27 محلًا، ويماثله عدد المحال المنشأة في ساحة السوق.
راحة أكبر لتنقل المدنيين
وصف أحمد العبد الله، مهجر من الغوطة الشرقية، طرقات السوق قبل العملية الأخيرة، بأن “بسطات” أصحاب المحال كانت تمتد من جانبي الشارع ليبقى أقل من مترين لعبور المدنيين والدراجات النارية، لكن حاليًا يستطيع الشخص التسوق بسهولة.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه من شدة الزحمة في بعض الأحيان والتي “كانت عالفاضي”، لم نكن أحيانًا نستطيع الدخول.
أكرم حاج عساف، مستثمر محل من البلدية، قال لعنب بلدي، إن مجلس المدينة ألزم كل محل و”بسطة” بأخذ مساحة ومكان محددين.
كما أن المكان الجديد أفضل من ناحية تأثير عوامل الطبيعة (محمي من الأمطار والشمس) فهو مسقوف، ولا تستطيع الدراجات والسيارات والدخول، حسب أكرم الذي يعمل في السوق منذ العام 2015.
لكن السوق يحتاج إلى إنارة، فالزبون لا يدخل إليه بعد غروب الشمس، كما يحتاج إلى تحسين الخدمة بوجود عامل نظافة من البلدية.
وكان علوش تحدث في حزيران الماضي عن تجهيز 80% من الأسواق البديلة لـ”البراكيات” (البسطات) العشوائية في المدينة، على أن تبدأ بالافتتاح منذ تموز الماضي، لتكون بديلًا للأسواق العشوائية دون انقطاع لأعمال أصحاب “البسطات” العشوائية.
وتتوزع الأسواق التي يجري تجهيزها في سوق ساحة “الحسين” ودوار “الكستنا” ومجمع سوق الخضار في مدينة إدلب.
وكان مجلس مدينة إدلب أعلن، في 13 من كانون الثاني الماضي، طرح عدة ساحات عامة للاستثمار كأسواق بديلة ومواقف سيارات مأجورة، وفق دفتر الشروط الفنية والمالية والقانونية.
وعرض حينها خمس مناطق للاستثمار لتكون أسواقًا بديلة لـ”البسطات” التي ستُزال من الأرصفة والطرقات وستُنقل إلى الأماكن المنظمة، إضافة إلى وجود مناطق أخرى محددة من قبل مجلس المدينة لتكون مواقف سيارات مأجورة.
وقال فراس علوش، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إنه لا يوجد أي مردود مادي عائد على مجلس المدينة من طرح الأراضي للاستثمار، والمجلس سيدفع نفقات وتكاليف تجهيز هذه الأماكن بالاتفاق مع المستثمرين.
وتعاني مدينة إدلب شمال غربي سوريا من نمو عمراني سريع بالتزامن مع التطور السكاني الذي يفرض تلبية احتياجات أعداد أكبر للإسكان والوظائف والبنى التحتية، والتخطيط الهندسي للمدينة.
وكان قد أُعلن عن مشاريع خدمية ضمن ورشات هندسية لتجميل المدينة، خلال اجتماع المدير العام للمجالس المحلية في حكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة، أحمد اليوسف، برئيس مجلس مدينة إدلب، خير الدين عيسى، ورئيس بلدية إدلب، صالح الأسود، في كانون الأول 2020.
وتضمّن بيان الاجتماع، حينها، بدء عمليات صيانة شوارع المدينة الرئيسة وتعبيدها، بالإضافة إلى إنشاء أسواق شعبية ليتمكن أصحاب “البسطات” المخالفة من نقلها إلى أماكن مخصصة، خصوصًا تلك التي وُجهت إليها إنذارات بالإزالة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي
–