قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، إنه اتفق مع إيران على البدء بتحميل سفينة ثالثة من المحروقات باتجاه لبنان، داعيًا الولايات المتحدة إلى استثناء لبنان من قانون “قيصر”.
وفي كلمة تلفزيونية له، الجمعة 27 من آب، قال نصر الله، “اتفقنا مع الإخوة الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة ثالثة من المشتقات النفطية”، مضيفًا أن “لبنان يحتاج إلى أكثر من ثلاث سفن لمواجهة المرحلة القريبة المقبلة”.
واعتبر نصر الله أن السفينة الإيرانية و”منذ اللحظة الأولى التي ستبحر فيها سنعتبرها أرضًا لبنانية”.
وأشار نصر الله إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا أضرّت أيضًا بالمصالح اللبنانية، وذلك عبر الموانع الاقتصادية تحت طائلة التهديد بالعقوبات.
وقال بهذا الصدد، إن “قانون (قيصر) لم يكن حصارًا لسوريا فقط، بل هو أيضًا حصار للبنان”.
وأضاف أن هذا القانون “أغلق الأبواب في وجوه معظم اللبنانيين الذين يريدون الاستثمار في سوريا، ومنع أي تسهيلات يمكنها إحياء الاقتصاد اللبناني”.
ويرى أنه “لولا المنع والفيتو الأمريكيان لكنا تمكنا من إحياء قطاعي الكهرباء والغاز في لبنان. ولو رفع اللبنانيون الصوت عاليًا في وجه الأمريكيين، لكنا حصلنا على استثناء من العقوبات”، بحسب تعبيره.
ميقاتي: لن أسمح بتعريض لبنان للخطر
من جانبه، ردّ رئيس الحكومة اللبنانية المكلّف، نجيب ميقاتي، على تصريحات نصر الله بما يخص سفينة الوقود الإيرانية المتجهة إلى لبنان، بالقول، “أي موضوع يضر بمصلحة لبنان نحن ضده، ولن نسمح لأحد بأن يؤدي بنا لأي عقوبات جديدة”.
ميقاتي ردّ أيضًا على منتقدي شحنات المحروقات القادمة من إيران، “لكن أقول للمنتقدين ولجامعة الدولة العربية أعطونا شمعة، فنحن لا نقدر ان نقول لا للباخرة من دون أن نملك بديلًا”.
وناشد ميقاتي جامعة الدول العربية التدخل لمساعدة لبنان، لافتًا إلى أنه سيعمل ما بوسعه لنأي بلاده عن الصراعات والاضطرابات، “أدعو العالم العربي إلى ملاقاتنا، وجود لبنان كان وسيبقى في حضن العالم العربي”.
هل وصلت السفينة الأولى؟
وكان نصر الله أكد، في 22 من آب الحالي، أن “سفنًا محمّلة بوقود إيراني ستبحر قريبًا لتخفيف أزمة الوقود في لبنان تتبعها سفن أخرى”.
وسبق أن أعلن، في 18 من آب، أن “السفينة الأولى التي سوف تنطلق من إيران، أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات إلى لبنان”.
ولم يُبيّن نصر الله كيفية دخول شحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان، في الوقت الذي يتخوّف خصومه السياسيون من هذه العملية، معتبرين أنها قد تؤدي إلى فرض عقوبات على البلاد.
ولم تعلن أي جهة رسمية لبنانية حتى اليوم عن وصول سفينة قادمة من إيران، كما لم توضح الحكومة المكان الذي ستفرغ فيه السفينة حمولتها ومن سيكون المستفيدون منها.
وأعلنت المديرية العامة للنفط في لبنان، الأسبوع الماضي، عن رفعها أسعار المحروقات ضمن خطتها لمعالجة تداعيات أزمة الوقود في البلاد.
بينما حذرت الأمم المتحدة من خطر وقوع “كارثة إنسانية” في لبنان، نتيجة أزمة الوقود التي تؤثر على وصول خدمات الرعاية الصحية وإمدادات المياه إلى ملايين الأشخاص.
ويشهد لبنان تصاعدًا في وتيرة الأزمة الاقتصادية التي تغرق بها البلاد منذ عام 2019، بفعل “أزمة المصارف”، التي برزت بوضوح أكثر بعد انفجار بيروت في 4 من آب 2020.
–