نوى.. 36 يومًا من دون مياه وأهالي المدينة مستاؤون
تتخوف سناء المُعيلة لأسرة من ثلاثة أفراد في مدينة نوى بريف درعا الغربي على صحتها وصحة أبنائها من مياه الصهاريج التي قد تسبب لهم الأمراض، نتيجة انقطاع المياه بشكل كامل على أحياء المدينة.
قطع المياه هو نتيجة أعطال في مركز ضخ الأشعري الذي يغذي المدينة بمياه ينابيع الأشعري في ريف درعا الغربي.
وتتساءل سناء لماذا لا تُصلح الأعطال في المركز، وتقول لعنب بلدي “35 يومًا ونحن نعتمد على مياه الصهاريج الجوالة بعد إهمال النظام إصلاح مضخات المدينة التي تتغذى من ينابيع الأشعري بريف درعا الغربي، ولا تخضع هذه المياه للتعقيم بمادة الكلور كما أنها مجهولة المصدر مما يجعلنا نتخوف من أن تكون غير صالحة للشرب”.
ونقل تجمع “أحرار حوران“، المختص بنقل أخبار الجنوب السوري، في 23 من آب الحالي، عن استياء أهالي المدينة من انقطاع المياه بشكل كامل بسبب عطل في مضخات وادي الأشعري المغذية لمدينة نوى وبعض قرى وبلدات حوض اليرموك، إضافةً إلى ارتفاع أسعار صهاريج المياه التي تنقل إلى المنازل.
من جهته، اشتكى عبد المجيد (40 عامًا) من سكان المدينة من صعوبة في تأمين مصادر دخل يومية ليدفع ثمن المياه إذ يبلغ سعر البرميل 200 ليتر 1500 ليرة سورية، ويحتاج بالحد الأدنى لبرميلين أي ما يقارب 3000 ليرة بشكل يومي.
ويعمل عبد المجيد بأعمال المياومة الزراعية بأجرة لا تتعدى 5000 ليرة، وقال لعنب بلدي “بات تأمين مصروف المياه هاجسًا إضافيًا يضاف لتأمين الخبز والغاز والمواد الغذائية، ولا يقارن دخلي اليومي بالمستحقات المطلوبة مني لعائلتي، في حين يجب أن تكون المياه بالمجان واصلة لخزان منزلي”.
وتنبع مياه الأشعري في وادي اليرموك على بعد 25 كيلومترًا من مركز محافظة درعا، وهي تضم مضخات تغذّي خزان تل الجموع، والذي بدوره يمدّ المدينة بالمياه.
وينابيع الأشعري، هي ينابيع غزيرة بمياه صالحة للشرب عليها مضخات ضخمة تغذي نوى وبعض قرى حوض اليرموك كما تغذي مركز مدينة درعا واليادودة وعتمان، ولكنها تتعرض للتعديات على خطوط الدفع بقصد استخدامها للزراعة، لذلك لجأت محافظة درعا بعد النقص الحاصل تغذية هذه المناطق من آبار خربة غزالة شرقي درعا، حسب ما أفاده مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وتضم منطقة نوى أكبر تجمع ريفي في سوريا بتعداد أكثر من 120 ألف نسمة.
وتشرف حكومة النظام السوري على مضخات الأشعري، ولم تستطع عنب بلدي معرفة السبب الرئيسي للأعطال في المضخات.
تجمع “أحرار حوران” ذكر أن قوات النظام هي من تقوم بحرمان المدينة من المياه من أجل إخضاعها بعد تنفيذ أهالي المدينة إضرابًا عامًا، وقيام شبان باستهداف المربع الأمني من أجل الضغط لفك الحصار عن درعا البلد، إذ تحاصر قوات النظام السوري أحياء درعا البلد ومخيم “درعا” وطريق السد منذ أكثر من شهرين.
ويدعم “الهلال الأحمر العربي السوري” مضخات الأشعري، وتحدث الموقع الرسمي للمنظمة، في 22 من آذار الماضي، عن استجابة متطوعي الهلال بالتعاون مع مؤسسة مياه درعا لعطلٍ أصاب خط ضخ المياه الرئيسي لمشروع محطات الضخ، إذ تمت صيانة العطل في الخط الذي يؤمن مياه الشرب لأكثر من 200 ألف مستفيد في محافظة درعا.
وعملت المنظمة في بداية عام 2021 على المرحلة الثانية من “مشروع الأشعري”، وهو تزويد الينابيع بأربع مضخات اثنتان عموديتان واثنتان أفقيتان مع محولة كهربائية، وتجهيزات الكهربائية والميكانيكية الكاملة لها، ليساهم في تأمين مياه الشرب لـ100 ألف مستفيد في الريفين الشرقي والغربي من محافظة درعا.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :