إما ترك الوظيفة وإما صرف الراتب على المواصلات.. موظفو النظام في الرقة يشتكون

  • 2021/08/29
  • 10:50 ص

تقاطع حديقة الرشيد في مدينة الرقة - 29 من تموز 2019 (المصور عبود حمام)

الرقة – حسام العمر

رغم خروج مدينة الرقة عن سيطرة النظام السوري منذ منتصف آذار 2013، لا يزال بعض موظفي المؤسسات التابعة للنظام من سكان الرقة مضطرين للسفر إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، حفاظًا على تلك الوظائف.

تحسين (45 عامًا)، يعمل في إحدى مؤسسات النظام، يضطر للدوام يوم الثلاثاء من كل أسبوع ليثبت وجوده بسجلات الدوام الرسمية للمؤسسة التي يعمل فيها.

يقصد تحسين مدينة السبخة بريف الرقة الجنوبي الشرقي، التي تحوي العديد من مؤسسات النظام وتعتبر أقرب المدن الخاضعة لسيطرة النظام السوري بالنسبة لمدينة الرقة.

معاناة وعراقيل

يدفع الموظف أسبوعيًا مبلغ 15 ألف ليرة سورية (4.5 دولار أمريكي) كأجور للنقل ليصل إلى المدينة، عدا عن المعاناة والعراقيل التي قد تواجهه على الحواجز، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ويحصل تحسين على راتب شهري قدره 75 ألف ليرة سورية (22.7 دولار أمريكي)، لكنه مجبر على السفر وتثبيت دوامه، خشية أن يصبح من المسجلين على لوائح المطلوبين في حال امتنع عن السفر.

وسيطرت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات إيرانية على مدينتي السبخة ومعدان بريف الرقة الجنوبي الشرقي في عام 2017، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها نحو مناطق في ريف دير الزور.

“رشى” لأجل التقاعد المبكر

دفع أحد موظفي مؤسسات النظام مبلغ مئة ألف ليرة سورية (30 دولارًا أمريكيًا) رشوة لأحد مسؤولي المؤسسة في مدينة السبخة، مقابل إحالته المبكرة إلى التقاعد بذريعة إصابته بمرض “الديسك” في عموده الفقري.

الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الراتب الذي يقدمه النظام السوري لا يسد حتى أجور التنقل والوصول إلى المؤسسات التي يعمل فيها موظفوه بريف الرقة.

وأضاف الموظف أن الكثير من الموظفين يضعون أنفسهم أمام خيارين، إما ترك الوظيفة مع مراعاة إمكانية تعرضهم للملاحقة الأمنية، وإما متابعة الدوام وتحمّل أجور ومعاناة السفر التي تفوق الراتب الشهري.

وكان رئيس النظام، بشار الأسد، أقر، في 11 من تموز الماضي، زيادة على الرواتب والأجور بنسبة 50% بالنسبة للعاملين والموظفين، وزيادة على رواتب المتقاعدين بنسبة 40%.

ورفع الأسد الحد الأدنى العام للأجور والحد الأدنى لأجور المهن لعمال القطاع الخاص والتعاوني والمشترك غير المشمولة بأحكام القانون الأساسي للعاملين بالدولة ليصبح 71 ألفًا و515 ليرة سورية شهريًا.

“الإدارة تغض البصر”

وقال مصدر أمني من “قوى الأمن الداخلي” (أسايش)، لعنب بلدي، إن “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا والأجهزة الأمنية التي تتبع لها “تغض البصر” عن موظفي النظام لدى مرورهم على الحواجز والنقاط الأمنية ونقاط العبور مع النظام السوري.

وأضاف المصدر (الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أن “الإدارة الذاتية” تحاول ضم موظفي النظام لمؤسساتها والاستفادة من خبراتهم في بناء المؤسسات الناشئة، لكن أغلبية أولئك الموظفين ما زالوا يأملون بالنظام ويرجون عودته إلى الرقة ومناطق أخرى خرجت عن سيطرته وتديرها الآن “الإدارة”.

وفي مدينة الرقة توجد ثلاث شرائح من الموظفين، الأولى موظفو النظام السابقون الذين يمتنعون عن العمل لدى “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها، وهم مجبرون على السفر إلى مناطق النظام.

والشريحة الثانية، موظفو المنظمات المدنية التي تواجه اتهامات بابتزاز موظفيها ماديًا ومعنويًا، ويتراوح راتب العاملين فيها بين 500 و1200 دولار أمريكي، حسب الاختصاص والشهادة وطبيعة العمل.

والشريحة الثالثة، موظفو “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها، وتتراوح رواتبهم بين 260 ألف ليرة سورية (79 دولارًا) و400 ألف ليرة (121 دولارًا)، لكنهم يشكون باستمرار من عدم وجود أو تطبيق قانون عمل يحميهم ويحفظ حقوقهم.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع