قالت صحيفة أمريكية إن استيلاء حركة “طالبان” على السلطة في أفغانستان قد يوفر لإيران الحصول على الدولار في الوقت الذي تعاني من عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء 25 من آب، أن إيران قد تجني أموالًا بالقطع الأجنبي من مبيعات النفط الجديدة إلى أفغانستان، بينما تحصل “طالبان” على الوقود لاقتصادها المتعثر.
ونقلت الصحيفة عن تجار في طهران ومسؤولين أمريكيين سابقين قولهم إن إيران استأنفت، هذا الأسبوع، تصدير الوقود إلى أفغانستان بعد تعطله بسبب القتال بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية.
وترى الصحيفة أن استعداد “طالبان” للتجارة مع الجارة إيران يمنح الأخيرة فرصة نادرة للحصول على الدولار الأمريكي الذي تحتاجه لاستيراد سلعها الأساسية وتعزيز عملتها المتدنية، كما سيوفر ذلك بالمقابل للحركة فرصة لشراء السلع الحيوية للحفاظ على الاقتصاد الأفغاني المتضرر من قطع الإمدادت الدولية.
ومع افتقار “طالبان” إلى النفط والشركاء التجاريين، وإيران إلى النقد، توقعت الصحيفة أن تزدهر هذه التجارة بسرعة، ما سيسهم بتقويض حملات الضغط الأمريكية الرئيسية ضد كلا الطرفين.
وتوقف التجار الإيرانيون، الذين كانوا يبيعون النفط لرجال الأعمال الأفغان تحت إشراف الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، عن إرسال النفط المكرر إلى أفغانستان في 6 من آب الحالي، بعد تصاعد القتال بين “طالبان” والقوات الحكومية الأفغانية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ومع انتهاء النزاع إلى حد كبير، الأسبوع الماضي، وسيطرة “طالبان” على العاصمة كابل، سمحت الحركة باستئناف التجارة عبر الحدود فيما يتعلق بالمنتجات النفطية.
وبحسب الصحيفة عادت هذه التجارة حاليًا إلى المستويات التي سجلتها في وقت سابق من هذا العام، والمتمثلة بنحو خمسة ملايين دولار في اليوم.
المتحدث باسم اتحاد مصدري البترول والغاز والمنتجات البتروكيماوية الإيرانية في طهران، حامد حسيني، قال للصحيفة، إن “عائدات مبيعات الوقود الإيرانية تودع على شكل أوراق نقدية بالدولار في الفرع الأفغاني لبنك (ملي) الإيراني المملوك للدولة من بين شركات مالية أخرى”.
وأضاف أن “فرع البنك الأفغاني يحول الدولارات كشركة لتبادل الأموال، ويعمل بنظام خارج البنية التحتية المالية التقليدية، متهربًا بذلك من العقوبات المالية الدولية”.
وتفرض واشنطن عقوبات على بنك “ملي”، بسبب التحويلات إلى ميليشيات عراقية، وفقًا للصحيفة.
وكان المتحدث باسم حركة “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، أعلن، في 19 من آب الحالي، إقامة “إمارة أفغانستان الإسلامية”، وذلك تزامنًا مع الذكرى 102 لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني.
وجاء إعلان “طالبان” تشكيل الإمارة، بعد أقل من أسبوع على دخولها العاصمة الأفغانية، كابل، إثر فرار الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، إلى طاجكستان، لينتقل بعدها إلى الإمارات في 18 من آب.
ورحب قادة في “الحرس الثوري الإيراني” باستيلاء “طالبان” على الحكم، بينما اكتفى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بدعوة الأطراف الأفغانية للعمل على تحقيق وفاق وطني.
وقال رئيسي، إن “الإخفاق العسكري للولايات المتحدة في أفغانستان يتيح فرصة لتحقيق سلام دائم في البلاد”.