جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة، دعم بلاده عودة النظام السوري لجامعة الدول العربية، معتبرًا أن ذلك يشكل موضوعًا أساسيًا في التحضير للقمة العربية المقبلة، المقرر عقدها في الجزائر.
وفي تصريحات صحفية، له بالعاصمة الجزائر، الثلاثاء 24 من آب، قال لعمامرة، إن بلاده تدعم طرح عودة سوريا للجامعة العربية، مضيفًا أن “سوريا موضوع أساسي في التحضير للقمة العربية المقبلة وجلوسها على مقعدها في الجامعة العربية سيكون خطوة متقدمة في جمع لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية”، بحسب تعبيره.
وتابع لعمامرة بهذا الصدد، “هناك من يعتقد أن عودة سوريا للجامعة العربية أمر إيجابي، والجزائر مع هذا الرأي، وهناك من يرى أن هذه العودة ستزيد من الانقسام وحدة الخلافات”.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أعلن في حزيران الماضي، أن الجزائر تتحضر لعقد القمة العربية المقبلة، في دورتها الحادية والثلاثين، لافتًا إلى أنها ستعقد خلال شهر تشرين الأول أو الثاني من العام الحالي.
وبعد اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الثاني 2011، علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، التي طالبت برحيل بشار الأسد.
وإثر صدور هذا القرار الذي وافقت عليه 18 دولة عربية، مقابل رفض سوريا ولبنان واليمن له، أُعلن عن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على النظام السوري.
وظل المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين مُنح المقعد خلال القمة العربية المنعقدة في الدوحة للمعارضة، التي ألقى الرئيس السابق لـ”الائتلاف السوري المعارض”، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
تصريحات جزائرية سابقة
في 14 من شباط 2020، دعا وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية.
وقال بوقادوم، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الجزائر تدعو إلى “قبول عودة سوريا إلى أحضان جامعة الدول العربية”.
وجدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، هذه الدعوات بعد أسبوع فقط من تصريحات بوقادوم، في الفترة التي كانت الجزائر تتحضر فيها لاستضافة أعمال القمة العربية في دورتها العادية في آذار من العام نفسه.
وقال تبون، خلال لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم”، إن سوريا تستحق العودة إلى الجامعة العربية، لأنها وفية لمبادئها، وفق تعبيره.
وفي الوقت نفسه، أشار تبون إلى أنه كان من الواجب على النظام السوري فتح المجال في الداخل للشعب، بحسب رأيه.
وسبقت تلك الدعوات كلمة للأمين العام لوزارة الخارجية، رشيد بلادهان، خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب في تشرين الأول 2019، دعا خلالها لعودة سوريا إلى الجامعة العربية.
كما نادت دول عربية أخرى في تصريحاتها بعودة النظام إلى الجامعة العربية، وهي الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، ومصر، ولبنان والعراق.
وكان أبو الغيط، قال في آذار 2020، إنه من المبكر الحديث عن وجود نوايا لدعوة سوريا للانضمام إلى الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن الوضع لم يتغير كثيرًا.
وأُسّست جامعة الدول العربية عام 1945، ومقرها القاهرة، لكنها نُقلت إلى تونس بشكل مؤقت بين عامي 1979 و1990، إثر توقيع مصر اتفاقية “كامب ديفيد” مع إسرائيل.