خبراء يحذرون: الشرق الأوسط قد يصبح غير صالح للسكن
تعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر المناطق تضررًا جراء التغير المناخي في العالم، إلى جانب كونها الأقل استعدادًا للتعامل مع هذه الأزمة.
وتوقع تقرير نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الثلاثاء 24 من آب، أن تصبح منطقة الشرق الأوسط غير صالحة للسكن مع نهاية القرن الحالي، نتيجة ما تشهده من ارتفاع في درجات الحرارة، وافتقار إلى القدرة على مواجهة التحديات التي تهدد وجودها، بعد أن مزقتها الحروب والطائفية.
وأشار التقرير إلى تحول العديد من دول المنطقة التي تمتلك مناظر خلابة خلال هذا الصيف، إلى تجمع للحرائق، وجزر ذات حرارة غير محتملة.
وأضاف أن “الكويت سجلت في حزيران الماضي، على سبيل المثال، درجة حرارة بلغت 53.2 درجة مئوية، بينما سجلت كل من عمان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أكثر من 50 درجة مئوية. وفي تموز، ارتفعت درجات الحرارة في العراق إلى 51.5 درجة مئوية وسجلت إيران 51 درجة مئوية”.
وبحسب التقرير، فإن ما يزيد الأمر سوءًا هو أن ذلك ليس سوى البداية، “إذ ترتفع درجة حرارة الشرق الأوسط بمعدل ضعفي المتوسط العالمي، وبحلول عام 2050 ستكون أكثر ارتفاعًا بمقدار أربع درجات مئوية مقارنة بـ1.5 درجة التي وصفها العلماء لإنقاذ البشرية”.
وفي ظل هذه الظروف، تواجه البلدان الفقيرة تحديات مضاعفة، بسبب افتقارها إلى المرافق الأساسية كالمياه والكهرباء، والتي تعد ضرورية بشدة للبقاء على قيد الحياة وسط الحرارة المرتفعة.
ولفت التقرير إلى أن هذه البلدان في المنطقة، “تحكمها حكومات غير فعالة، أو مستبدة، ولديها بنية تحتية متداعية للطاقة، وأوجه قصور هيكلية عميقة الجذور تمنع الترويج والابتكار التكنولوجي في مجال الطاقة المتجددة”.
ووفقًا لخبراء، فإن “الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعزز المؤسسات وتشجّع الشركات على التفكير بحرية، ضرورية للحد من انبعاثات الكربون وضمان التحول إلى الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط، إذ تضاعفت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المنطقة بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية”.
وعلّق الخبير في مناخ الشرق الأوسط بمعهد “ماكس بلانك” جوس ليليفيلد، بالقول إن “الشرق الأوسط تجاوز الاتحاد الأوروبي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من أنه يتأثر بشدة بشكل خاص بالتغير المناخي”.
وأشار الخبير إلى أن العديد من مدن الشرق الأوسط، شهدت ارتفاعًا كبيرًا بدرجات الحرارة وصل إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية، مضيفًا، “إذا لم يتغير شيء، قد تتعرض المدن مستقبلًا لدرجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، وهو ما سيكون خطيرًا بالنسبة لأولئك الذين ليست لديهم إمكانية الوصول إلى مكيفات الهواء”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :