يعتبر بناء عضلات الجسم بالطريقة المُثلى أحد المطالب الشائعة لقسم كبير من الشباب في وقتنا الحالي، إذ صارت الأدوية والهرمونات الصناعية المتعلقة ببناء الكتلة العضلية من السلع التي تحظى بالإقبال خلال السنوات القليلة الأخيرة، بسبب توفيرها للوقت والجهد الذي قد يتطلبه بناء جسم مثالي.
وأصدرت مجلة “Biophysical journal” العلمية بحثًا علميًا، في 10 من آب الحالي، عن آلية عمل التمارين الرياضية في زيادة الكتلة العضلية للجسم، مع نموذج رياضي يصف حركية الإشارات الميكانيكية ويتنبأ باستجابة نظام العضلات للتمارين الرياضية من أجل إعادة تأهيل العضلات.
وتحدث البحث في مطلعه عن الفترات التي يتعرض بها الجسم للتمارين، بالمقارنة مع فترات الراحة التي لا يخوض فيها الجسم أي جهد عضلي، إذ تؤدي عادة التمارين الرياضية إلى بناء العضلات الهيكلية، بينما تؤدي فترات عدم الحركة الطويلة إلى ضمور العضلات.
وأجمع مجتمع الطب الرياضي، بحسب المجلة، على أن إعادة تأهيل العضلات يتطلب قدرًا كبيرًا من المعرفة التجريبية حول بناء العضلات.
لكن حتى الآن لم يتعامل العلم مع فهم ظاهرتي التضخم والضمور العضلي اللتين يتبعهما الجسم، إذ ينتشر مفهوم في بعض المجتمعات العلمية، أن العضلات تنمو بعد التمرين بسبب الإصلاح الداخلي للضرر الجزئي الناجم عن الحمل، بحسب المجلة.
ومع ذلك، من الواضح أن مثل هذه الفكرة لا يمكن أن تكون صحيحة لعدة أسباب، أولها أن إصلاح الأنسجة يحدث عن طريق “النسيج الضام” (وهو سائل شفاف ولزج يعمل على تثبيت ماء الجسم وألياف الكولاجين في الفراغات بين الخلايا لملء الفراغات فيها)، بينما نحتاج إلى زيادة بُنية “الخيوط العضلية الهرمية” (المسؤول عن إطالة الأجزاء المركزية في العضلة وغير القابلة للانكماش) المعقدة أيضًا للوصول إلى إصلاح العضلة.
ولاحظ الباحثون أن مسار إشارات الخلية الذي يؤدي إلى تخليق بروتينات عضلية جديدة، ينشّط التمارين التي تتكامل مع مرور الوقت وتؤدي إلى زيادة الكتلة العضلية، مع الإشارة إلى أن أجسام البشر لديها فسيولوجيا مختلفة، ويمكن تحديد التركيبة المثلى من التمارين ووقت التدريب بناء على هذه الفسيولوجيا، بحسب المجلة العلمية.
فإذا لم يلمس المتدرب تأثير ممارسة الرياضة بالمستوى الكافي المطلوب، فمن الضروري زيادة وقت التمرين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التمرين المفرط، قد يضعف العضلات ما يؤدي إلى حدوث إصابات فيها.
ووجد البحث العلمي أن بناء النموذج الذي اقترحه الخبراء، يجري باستخدام طرق الفيزياء الحيوية النظرية، من خلال إيجاد رابط بين مقدار الجهد الذي يمكن أن يبذله الشخص لتنمية الأنسجة العضلية والمدة التي يستغرقها في التمرين.
وبُني البحث على دراسة آليات الحساسية وقدرة الخلايا على إدراك الإشارات الميكانيكية في بيئتها من خلال الأحمال المطبقة على العضلات.
–