حاملًا ملفات اقتصادية.. لماذا زار حزب “التجمع الوطني” الفرنسي سوريا؟
يجري وفد فرنسي من حزب “التجمع الوطني” اليميني الفرنسي المتطرف زيارة إلى سوريا تستمر أربعة أيام، يترأسه عضو البرلمان الأوروبي وعضو الحزب تيري مارياني.
وأجرى مارياني مقابلة مع صحيفة “الوطن” المحلية، الاثنين 23 من آب، تحدّث فيها أن الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون، يتخذ مواقف سلبية تجاه المنطقة ولا سيما سوريا، معتبرًا أن “ماكرون بذلك يضر بمصالح فرنسا”.
وطالب مارياني بأن تستعيد بلاده العلاقات مع سوريا ودول المنطقة، واصفًا المواقف الفرنسية بأنها “سلبية وخطأ سياسي واستراتيجي، خاصة أن سوريا كسبت الحرب واستعاد الجيش العربي السوري معظم الأراضي السورية التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين”، وفق تعبيره.
وصرّح أنه أمضى مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ساعتين تقريبًا، إذ ألقى الأسد اللوم بشح الكهرباء والغذاء والماء في سوريا على العقوبات التي وصفها بأنها “تضر بالشعب مباشرة”، كما قال الأسد إن “أولويته الآن هي إعادة الإعمار ولا سيما عبر الطاقات المتجددة، وخصوصًا ما يستخدم لتشغيل الكهرباء”.
وتأتي تصريحات الأسد أمام الوفد الفرنسي في وقت تعاني فيه مناطقه من غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة، ضمن تقنين يأتي بالكهرباء لساعات قليلة في اليوم، ما أثّر على معامل الإنتاج وتسبّب بنقص المياه، إضافة إلى أزمة محروقات مستمرة.
كما أجرى مارياني لقاء مع أعضاء في غرفة صناعة وتجارة دمشق، وصرّح أن “الصين والهند بدأتا تأخذان مكان أوروبا اقتصاديًا في سوريا، وتوردان على سبيل المثال الآلات الصناعية إليها”، وهو ما اعتبره “خسارة أوروبا وفرنسا لأسواقها”.
وقال، “اليوم الذي تنتهي فيه هذه العقوبات يجب أن نعود لنمارس الأعمال مع السوريين. سيقولون لنا نعتذر لأننا نعمل الآن مع الصين والهند، وهذا يعني أننا في أوروبا خسرنا أسواقًا”.
وفي نهاية حديثه، طالب مارياني الفرنسيين بتغيير سياستهم، وذلك لمصلحة فرنسا التي “لديها علاقات ممتازة مع سوريا خلال عقود من الزمن”، على حد تعبيره.
من جهته، بحث وزير النقل، زهير خزيم، مع تيري مارياني قطاع النقل الذي وصفه خزيم بأنه “يعاني ظروفًا صعبة، جراء الآثار السلبية للإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري”.
ووفق ما نقلته صحيفة “الوطن” عن اللقاء الذي جمع الطرفين، الاثنين 23 من آب، فإن الوفد الفرنسي “أبدى تفهمه” لتأثير “الإجراءات الاقتصادية الغربية على سوريا”، بحسب تعبير الصحيفة.
وأكد الوفد أنه سينقل ما قاله لهم خزيم إلى البرلمان الأوروبي، وكذلك ضرورة إعادة إطلاق التبادل الاقتصادي مع سوريا، وما يتعلق بالمواد التي يحتاج إليها قطاع النقل من أدوات وقطع غيار والمعدات وقطع التبديل والصيانة والبرامج وأنظمة التشغيل وغيرها.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن، في 27 من أيار الماضي، تمديد عقوباته المفروضة على النظام السوري منذ 2011 حتى 1 من حزيران 2022، في ظل استمرار قمع السكان المدنيين في البلاد.
وينفي الاتحاد الأوروبي بشكل متكرر استهداف العقوبات ملفات إنسانية واقتصادية، ويقول إنها تركز على شخصيات ومؤسسات نافذة تدعم النظام السوري في العنف.
ويربط الاتحاد رفع العقوبات بحدوث تغيير سياسي وفق القرار “2254“، الصادر عن مجلس الأمن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها ممثلون من حزب “التجمع الوطني”، وعلى رأسهم تيري مارياني، برئيس النظام السوري، ففي 29 من آب 2019، التقى الأسد أيضًا بنائبين في البرلمان الأوروبي هما نيكولاس باي وفيرجيني جورون.
ونشر تيري مارياني تغريدة عقب اللقاء حينها قال فيها إن رئيس النظام السوري أبدى استعداده لتفعيل العلاقات مع فرنسا.
وأسس حزب “التجمع الوطني” جان ماري لوبان تحت اسم حزب “الجبهة الوطنية” عام 1972، وبقي رئيسًا له حتى كانون الثاني من عام 2011 قبل أن تتزعمه ابنته مارين لوبان.
وأحيلت لوبان، في تموز 2019، إلى المحكمة الجنائية الفرنسية بسبب نشرها صورًا عام 2015 على “تويتر” تحتوي مشاهد إعدامات ارتكبها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ويشتهر الحزب بالعنصرية والتطرف، إذ يحمل علمه الشعلة المستوحاة من الحزب الفاشي الجديد الإيطالي، وفق وكالة “فرانس برس”.
اقرأ أيضًا: يزور الأسد ويدعمه.. ما هو حزب “التجمع الوطني” الفرنسي المتطرف؟
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :