حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.
وشملت مجموعات المساعدة “مجلس اللاجئين النرويجي”، و”Mercy Corps”، و”المجلس الدنماركي للاجئين”، ومنظمة “CARE” الدولية، و”ACTED”، و”العمل ضد الجوع”.
وبحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن المنظمات اليوم، الاثنين 23 من آب، فالدولتان بحاجة إلى تحرك سريع لمكافحة النقص الحاد في المياه، كما سيؤدي الجفاف أيضًا إلى تعطيل إمدادات الكهرباء، إذ يؤثر انخفاض مستويات المياه على السدود، ما يؤثر بدوره على البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المرافق الصحية.
وتأثر أكثر من 12 مليون شخص في كلا البلدين، بمن في ذلك خمسة ملايين في سوريا يعتمدون بشكل مباشر على نهر “الفرات”، وفي العراق، يوجد ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص مهددين بالجفاف وفقدان الوصول إلى المياه من “دجلة” و”الفرات”، وفق الوكالة.
وقالت المنظمات إن حوالي 400 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية تواجه الجفاف، مضيفة أن سدين في شمالي سوريا يزوّدان ثلاثة ملايين شخص بالطاقة، يواجهان إغلاقًا وشيكًا.
“مجلس اللاجئين النرويجي”، وهي إحدى المنظمات التي وقفت وراء التحذير، صرّح مديرها الإقليمي، كارستن هانسن، أنه بالنسبة لمئات الآلاف من العراقيين الذين ما زالوا نازحين والعديد غيرهم ما زالوا يفرون حفاظًا على حياتهم في سوريا، فإن أزمة المياه التي تتكشف “ستصبح قريبًا كارثة غير مسبوقة تدفع بالمزيد إلى النزوح”.
وحذرت المنظمات المذكورة من أن العديد من المحافظات السورية، بما في ذلك الحسكة وحلب والرقة في الشمال ودير الزور في الشرق، شهدت ارتفاعًا في الأمراض المنقولة بالمياه، إذ تشمل المناطق مخيمات للنازحين تؤوي عشرات الآلاف منذ بداية الحرب في سوريا قبل عشر سنوات.
وحثت رئيسة منظمة “CARE” الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نيرفانا شوقي، السلطات والحكومات المانحة على التحرك بسرعة لإنقاذ الأرواح، إذ تتزامن هذه الأزمة مع حرب قائمة وأزمة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والتدهور الاقتصادي الحاد، حسب شوقي.
وقال جيري غارفي من “المجلس الدنماركي للاجئين”، “لا يوجد وقت لنضيعه”، مضيفًا أن أزمة المياه من المرجح أن تزيد الصراع في منطقة مزعزعة بالفعل.
وأشار التقرير الذي نشرته “أسوشيتد برس” إلى إصابة النقص الحاد في المياه لبنان أيضًا، الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، إذ يواجه أكثر من أربعة ملايين شخص، معظمهم من الأطفال والأسر الضعيفة، نقصًا حادًا في المياه.
وقدرت “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، في نيسان الماضي، نسبة انخفاض نهر “الفرات” بأكثر من خمسة أمتار من منسوب النهر، وأكثر من أربعة أمتار في بحيرة “سد تشرين”، وفي بحيرة “سد الفرات” (الأسد) تزيد نسبة الانخفاض على ثلاثة أمتار.
وتتهم “الإدارة الذاتية” التي تدير المنطقة تركيا بحبس مياه نهر “الفرات” منذ 27 من كانون الثاني الماضي، عبر ضخ كمية لا تزيد على 200 متر مكعب في الثانية من المياه إلى الأراضي السورية.
بينما سيزور وفد عراقي تركيا مطلع الشهر المقبل، حسبما ذكرت وزارة الموارد المائية العراقية، الأحد 22 من آب، وذلك لاستكمال مباحثات المياه،
وقال المتحدث باسم الوزارة، علي راضي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “جميع دول العالم تتأثر بالتغيرات المناخية من ارتفاع درجات الحرارة واحتباس الأمطار، وهذا بدوره أدى الى قلة الإيرادات المائية”، مبينًا أن “هناك عوامل فنية أخرى تتعلق بتوسع الدول في إنشاء سدود خزنية ومشاريع إروائية، وأن هذه العوامل أثرت في إيرادات العراق المائية”.
–