شرف المشاركة
بهاء زيادة
كعادة الرياضة السورية، لا يهم ما قدمناه المهم أننا موجودون دومًا، وجودنا بحد ذاته إنجاز وهذا ما اعتادت عليه الجماهير السورية.
وطالما تغنّى معلقو الرياضة السوريون، لا يهم أننا خسرنا المهم المشاركة في هذا “العرس الكبير” بعد كل مباراة يخسر فيها المنتخب السوري، وبات الجمهور يحفظ عبارات مضحكة على سبيل “لقد لعبنا بشرف.. قدمنا أداءً مشرفًا وبطوليًا”؛ لكن هل يعني أن الفريق الخصم لعب من دون شرف، وقدم أداء مخزيًا!، ثم ربح.
قرأت تطلعات لاعبي منتخب سوريا للناشئين ومدربهم قبل خوضهم مباراة فرنسا، وكانت معظمها تهدد الفرنسيين، وتتوعدهم بمنتخب أوله في دمشق وآخره في باريس لا يُرى له ظل، وأن أبطال المنتخب السوري سيهزمون أبطال أوروبا.
لا بأس دائمًا بقليل من التفاؤل، تفاءلوا بالخير تجدوه كما يقولون، ولكن معطيات الواقع التي لم يستطع هذا التفاؤل أن يغيرها مع نيوزيلندا والبارغواي، من شأنها أن تخفف منه عند لقاء فرنسا ومعرفة حدود القدرة الكروية.
أسباب الخسارة موجودة والبناء غير منسجم، غياب دوري الفئات منذ 5 سنوات في سوريا، والاستعداد غير الكافي للمنتخب السوري، وغياب المنهجية والتخطيط والإعداد النفسي والبدني للاعبين، علاوة على الخلافات في اتحاد كرة القدم والتي وصفت بالحرب الخفية، وهي لم تغب يومًا عن المؤسسة الرياضية في سوريا.
هذه هي حدود المنتخب السوري والكل يعرفها من دون تبرير من المسؤولين أو المدربين القائمين على المنتخب، ولكن لا شيء يمكن أن يبرر التفاؤل المفاجئ الذي يولد قبل المباراة مباشرة، من اللاعبين والمدربين والمعلقين والجماهير، متناسين قلة الإمكانيات ومتجاوزين عقبة الفوارق، على مبدأ “عليهم يا عرب”
لا يهم كل هذا الكلام، المهم هو المشاركة والأداء الرجولي، ودون أن نعترف أن هذه هي حدودنا بعد الخسارة الفادحة بالأربعة أو الخمسة المهم هو “الشرف”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :