ذبابة الزيتون.. آفة تؤرّق المزارعين في الشمال السوري
ريف إدلب – إياد عبد الجواد
يمتلك محمد العلي (50 عامًا)، من قرية كفرعروق شمال غربي مدينة إدلب، عشرة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون، تُصاب في كل عام بآفة دودة الزيتون المعروفة بذبابة الزيتون.
تصيب الآفة معظم أشجاره وخاصة الكبيرة منها في أثناء حملها بالثمار، وتبدأ بنخرها ما يؤدي إلى سقوط الثمار على الأرض وانخفاض الإنتاج.
يلجأ محمد إلى الطريقة المعتادة للقضاء على هذه الحشرة برش الأشجار بالمبيدات الحشرية، لكنها طريقة مكلفة وتؤذي الأشجار دون القضاء تمامًا على الحشرة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وتُعتبر ذبابة ثمار الزيتون من “أخطر” الحشرات التي تصيب أشجار الزيتون بسبب الأضرار المتعددة التي تخلّفها، وتنعكس أضرارها اقتصاديًا بتقليل إنتاج ثمار الأشجار ومستخلصاتها.
المزارع ناصر عبد الغني (45 عامًا) من قرية سردين في ريف إدلب الشمالي، تعرضت أشجاره أيضًا لأضرار كبيرة بسبب الحشرات، وخصوصًا في أثناء الإزهار، ما أدى إلى خسارته أكثر من 30% من نسبة الأزهار.
والآن، بعد تحول الأزهار إلى ثمار، تعرضت الأشجار للإصابة بذبابة الزيتون، مسببة أضرارًا كبيرة وتدني محصوله وانخفاض في أسعار الزيوت نظرًا إلى تدني نوعيتها.
وأوضح المزارع لعنب بلدي أنه لم يتمكن من استخدام المبيدات الحشرية بسبب ارتفاع أسعارها وضعف إمكانياته.
أعراض الإصابة
تصيب الآفة معظم أصناف الزيتون في جميع مناطق زراعته، ولكنها عادة تفضل الأصناف ذات الثمار الكبيرة، وضمن نفس الصنف الأشجار ذات الثمار الأكبر حجمًا.
تتمثل أعراض الإصابة بوجود بقع مسودة على الثمار نتيجة الوخز بآلة وضع البيض.
وتصاب الثمار بتعفن نتيجة لتلوث الأنفاق التي تحفرها اليرقات في لب الثمار في أثناء التغذية، بحسب المهندس الزراعي حسين الرمضان.
وقال الرمضان لعنب بلدي، إن الإصابة بالآفة تسبب سقوط الثمار من الشجرة قبل النضج.
وتحدث الحشرة ثقوبًا على الثمار تكون بداخلها فطريات ممرضة تزيد من حموضة الزيت المنتج من الشجرة وبالتالي تقل جودته وتنخفض نسبة الجلوكوز والفركتوز في الثمار، ويفقد الزيتون قيمته التسويقية.
لا آفة هذا العام
يوزع المهندس الزراعي عيد العيسى، العامل في مدينة إدلب، مصائد “فورمونية” في حقول الزيتون، وهي تُعلّق بين الأشجار للتنبؤ بحدوث الإصابة بذبابة الزيتون.
ولم يسجل هذا العام أي إصابة بالآفة، بحسب المهندس، الذي ينصح المزارعين بعدم استخدام الرش لارتفاع درجات الحرارة، إذ إن الذبابة تموت إذا ارتفعت درجة الحرارة فوق 37 درجة مئوية.
وقال المهندس لعنب بلدي، إن المادة التي يكافح بها الآفة هي مركبات الفوسفور العضوية (دايمثوات)، مشيرًا إلى أنه لا حاجة إلى المكافحة هذا العام لارتفاع درجة الحرارة.
وأوضح أن للحشرة ثلاثة أجيال في سوريا، الجيل الأول يظهر بنهاية حزيران، والثاني بنهاية تموز، والثالث وهو “الأخطر” في أيلول.
ويعمل المهندس على إنشاء “مدواة إرشادية” بمناطق محافظة إدلب لتنبيه الناس إلى أخطار ذبابة الزيتون.
وتوقع العيسى انخفاض إنتاج الزيتون وزيته لهذا العام في إدلب بنسبة 75% أقل من العام الماضي، بسبب انخفاض معدل الأمطار، إذ كان المعدل أدنى من المعدل الطبيعي في المحافظة والشمال السوري.
وتعتبر مدينة إدلب المحافظة الأغنى بشجر الزيتون في سوريا والأكثر إنتاجًا لزيت الزيتون، لكن إنتاجه يتأثر بعوامل عديدة في مناطق الشمال، أبرزها عدم قدرة المزارعين على الوصول إلى حقولهم والعناية بأشجارهم بسبب قصف قوات النظام وروسيا المستمر على المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :