أهالي الرقة يتذمرون من ازدحام السيارات في شوارعها الرئيسة
يستاء عبد الفتاح الجاسم (38 عامًا) وهو يحاول إخراج سيارته المركونة على جانب شارع تل أبيض أحد شوارع مدينة الرقة الرئيسة.
لم يستطع عبد الفتاح الجاسم إخراج سيارته وسط الزحام، خصوصًا أن بعض الأفراد يركنون سياراتهم بعشوائية خلف سيارات أخرى، فيسبب هذا التصرف إغلاق الطريق وعرقلة المرور.
وتشهد أسواق مدينة الرقة، شمال شرقي سوريا، ازدحامًا شديدًا في أسواقها وشوارعها الرئيسة، ما يعرقل الحياة اليومية لزائري المدينة وسكانها المحليين.
ويرجع سكان المناطق المزدحمة أسباب هذا الازدحام لكثرة السيارات الداخلة والخارجة للمدينة، أو لجوء بعض السائقين لترك سياراتهم مركونة في الشوارع الرئيسة لساعات طويلة.
ازدحام غير مبرر
يرى عبد الفتاح الجاسم أن الازدحام غير مبرر في مثل هذه الأوقات من العام، التي تفتقد للمناسبات الاجتماعية أو الدينية، بالإضافة إلى موجات الحر التي ضربت معظم المناطق السورية والتي تستوجب امتناع الناس عن الخروج والتزام المنازل، على حد قوله.
وطالب عبد الفتاح الجهات المسؤولة بضرورة إيجاد الحلول وإنهاء الازدحام في أسواق المدينة وشوارعها الرئيسة، وإظهار المدينة بمظهر لائق وإنهاء العشوائية المرورية التي تعيشها خلال هذه الفترة.
وأوضح أن بعض المواطنين يستغلون الأرصفة لركن سياراتهم، ما يضاعف من أزمة الازدحام دون وجود رقابة فعالة لوقف هذه التجاوزات.
وبموجب قانون السير السوري، تخصص الأرصفة للمشاة وللعربات المدفوعة بالأيدي الخاصة بالأطفال والمرضى والمقعدين، ويحظر إعاقة السير عليها لأي سبب كان.
وتحتوي مدينة الرقة على عدة شوارع رئيسة تحول عدد منها لأسواق رئيسة للسكان والوافدين إليها، ومن هذه الشوارع، شارع “سوق تل أبيض”، وشارع “المنصور”، وشارع “23 شباط”، وشارع “الأماسي”، ومحيط “دوار الدلة”.
حلول لم تُنفذ
موظف في “دائرة التخطيط العمراني” في بلدية الرقة قال لعنب بلدي، إن البلدية وضعت عدة حلول لتخفيف حدة الازدحام داخل مدينة الرقة ودرستها وأُقرت تلك الحلول إداريًا لكنها لم تُنفذ حتى الآن.
وأشار موظف “دائرة التخطيط العمراني” الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن من بين الحلول التي أُقرت فرض رسوم وغرامات على الوقوف في الشوارع الرئيسة، وافتتاح كراجات في المساحات الخالية مثل منطقة “المجمع الحكومي” أو “سوق الهال القديم”.
وتحدث الموظف عن قيام “ضابطة البلدية” و”مكتب التموين” بإجراء جولات على الأسواق وإزالة بعض “بسطات البيع” التي تعرقل حركة السيارات والمارة، كاشفًا عن نية البلدية افتتاح أسواق شعبية في المستقبل خاصة بتلك “البسطات”، لإزالتها بشكل نهائي من شوارع المدينة الرئيسة.
كثافة سكانية تسهم بالازدحام
قبل عام 2011 كان عدد سكان المدينة يتجاوز 200 ألف نسمة بقليل، وكانت الرقة مركزًا للمحافظة التي تحوي مدنًا أخرى مثل تل أبيض في ريفها الشمالي ومعدان في ريفها الجنوبي الشرقي، ومدينة الطبقة أكبر مدن المحافظة بعد مدينة الرقة.
وكان مدينة الرقة تحوي تركيبة سكانية يغلب عليها الطابع العشائري، مع وجود سكان توجهوا للمدينة خلال العقود السبعة الماضية من مناطق الداخل السوري، وهجرات محدودة من ريف محافظة دير الزور.
بينما تحولت المدينة تدريجيًا إلى قبلة لموجات النزوح خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث توجه إليها سكان من عدة مدن سورية على رأسها مدينتا حلب ودير الزور.
وبعد سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على الرقة أواخر العام 2017، كانت المدينة شبه خالية حتى من سكانها الأصليين، الذين بدؤوا بالعودة إليها تدريجيًا.
ويعيش في مدينة الرقة اليوم حوالي مليون نسمة، بحسب أحد أعضاء “مكتب الإحصاء والتخطيط” في “مجلس الرقة المدني”، الذي أطلق قبل قرابة الشهرين حملة إحصاء سكان تشمل مدينة الرقة وريفها لم تنتهِ بعد.
وبحسب عضو “مكتب الإحصاء والتخطيط”، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث إلى الإعلام، فإن حوالي ثلثي سكان الرقة اليوم ليسوا من سكانها الأصليين، وهم وافدون للمدينة قصدوها خلال السنوات العشر الأخيرة.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في الرقة
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :