رجل في الأخبار..
خلدون الزعبي يحافظ على مقاتليه في درعا رغم الضغط لترحيله
شهدت مدينة طفس في ريف درعا الغربي اليوم، الثلاثاء 17 من آب، تعزيزات عسكرية لقوات “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام السوري، وتثبيت حواجز ونقاط جديدة في محيطها، ما أعاد الحديث عن “لواء فجر الإسلام”، وقائده خلدون الزعبي، إلى الواجهة.
وشُمل فصيل الزعبي سابقًا باتفاق “التسوية” بضمانة روسية عام 2018، إذ سلّم أسلحته الثقيلة والمتوسطة، لكنه بقي في مقراته العسكرية، محافظًا على الأسلحة الفردية ومقاتليه الذين يمثلون مجموعة عسكرية محلية، تربطها صلات عشائرية.
سابقًا، كان فصيل “فجر الإسلام” أحد أهم فصائل “الجبهة الجنوبية”، خلال سيطرة فصائل المعارضة على مناطق واسعة من الجنوب السوري، إذ شارك بمعارك عديدة ضد النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وكان يتخذ من مدينة طفس مقرًا له.
وبسبب الطبيعة العشائرية التي طغت على هيكلة الفصيل سابقًا، حافظ “لواء فجر الإسلام” على تشكيلته، ما أثار حفيظة قوات “الفرقة الرابعة”، التي قصفت مقراته في مدينة طفس، مطلع العام الحالي، وحاولت اقتحام المدينة، إلا أن المشكلة انتهت بوساطة من “اللواء الثامن” المدعوم روسيًّا.
ولا يزال خلدون الزعبي، مستقرًا في مدينة طفس حتى اليوم مع قسم ليس قليلًا من مقاتليه، على الرغم من مطالب النظام السوري المتكررة بترحيله إلى الشمال السوري.
من هو خلدون الزعبي
يُعرف عن خلدون الزعبي، الملقب بـ”أبو عزام”، أنه من سكان مدينة طفس، وهو القائد العام لـ”لواء فجر الإسلام”، الذي كان يعتبر من أهم وأكبر فصائل الجنوب، برفقة فصيل “المعتز بالله” الذي يقوده “أبو مرشد البردان”.
تطغى الصبغة العشائرية على تركيبة الفصيل، وعليه بقيت العلاقة بين الزعبي ومقاتليه قائمة، واحتفظ بمقراته المحيطة بمدينة طفس، كما امتلك أراضٍ واسعة تتبع لمديرية الإصلاح الزراعي بمحافظة درعا، واستثمرها لأغراض الزراعة بعد توقف العمليات العسكرية في المنطقة، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
وفي كانون الثاني الماضي، طلبت قوات النظام من الزعبي إخلاء أحد مقراته في منطقة الري الجنوبي. وبعد رفضه إخلاء المقر، قصفته دبابات النظام، إلا أن المشكلة انتهت بوساطة من “اللواء الثامن”، حافظ خلالها الزعبي على المقر دون تسليمه للنظام.
وكان اسم خلدون الزعبي يرد بشكل مستمر خلال مطالب النظام بترحيل بعض الأشخاص إلى الشمال السوري، وسرعان ما توقفت هذه المطالب بعد تدخل من عشائر المنطقة في شباط الماضي، التي سمحت لقوات النظام بتفتيش مدينة طفس بحثًا عن أسلحة، لتنسحب بعدها إلى مواقعها في محيط المدينة.
إلى أين تتجه الأمور في طفس
أنشأت قوات النظام اليوم، الثلاثاء، نقطة عسكرية جديدة في مركز “العنفة” الحكومي، شمال مدينة طفس بريف درعا الغربي، وبذلك فصلت مدينة طفس عن مدينة داعل وبلدة الطيرة، الأمر الذي اعتبره قيادي سابق بفصائل المعارضة تمددًا بطيئًا من قبل النظام في ريف المحافظة، مستغلًا تمركزه في نقاط حساسة بريف مدينة طفس، ليحكم من خلالها السيطرة في حال قرر اقتحام مدينة طفس مستقبلًا.
وبحسب مراسل عنب بلدي في درعا، قطع عناصر وآليات ثقيلة تتبع لقوات النظام الطريق الزراعي شمال مدينة طفس، الذي كان يصل مدينة طفس بمدينة داعل من جهة الشمال الغربي، وببلدة الطيرة من الجهة الشمالية، بعد أن عززت قوات النظام في وقت سابق حاجز “تل السمن” شرق العنفة، والحاجز “الرباعي” على طريق الشيخ سعد المحاذي للمدينة من الجهة الغربية.
وتأتي هذه التطورات، على خلفية استهداف نقاط عسكرية لقوات النظام من قبل مقاتلين محليين في ريف درعا الغربي، في حين تشهد محافظة درعا توترات وتهديدًا من قوات النظام السوري باقتحام درعا البلد.
الزعبي رافض لتسليم السلاح
خلال حديث أجراه خلدون الزعبي، مع وكالة “نبأ” المحلية، في 14 من آب الحالي، قال إن أبناء المنطقة لا يثقون بروسيا كـ”ضامن”، مشيرًا إلى أن أبناء حوران يتعرضون لضغوط في سبيل تسليم السلاح وهو ما يرفضونه بشكل قاطع.
وأضاف الزعبي خلال حديثه للوكالة، أن “خارطة الحل” الروسية لم ولن تختلف كثيرًا عمّا جاء به الضابط الروسي السابق “أسد الله” من مطالب إلى مدينة درعا قبل نحو شهر ونصف، وأبرزها تسليم مجموعات المعارضة سلاحها الخفيف.
أبناء المنطقة ومن بينهم الزعبي يرفضون تسليم الأسلحة، بحسب القيادي، لعدم التزام روسيا بضماناتها بمنع الميليشيات التابعة لإيران والنظام من الهجوم على المدن والبلدات في درعا.
واعتبر الزعبي أن أهالي درعا تفاءلوا باتفاق “تسوية 2018″، خاصة أنه جرى بتوافق دولي، لكن عودة الميليشيات الإيرانية، وعدم تطبيق النظام بنود الاتفاقية، واستمرار الهجمات والاعتقالات، يدفع الأهالي إلى عدم الوثوق بروسيا اليوم، كون النظام يسعى إلى فرض سيطرته المطلقة على المحافظة، وهذا ما لا يريده الأهالي.
وأشار إلى أن “الفرقة الرابعة” الموجودة في درعا غطاء للميليشيات الإيرانية التي تسعى إلى التغلغل في درعا، وبدأت بهذا المشروع لوضع يدها على جميع المناطق المحاذية للحدود مع الأردن والجولان المحتل.
وطالب الزعبي “لجان التفاوض” في درعا البلد، بعدم القبول بأي اتفاق يفضي إلى تسليم السلاح، مؤكدًا أنه “وسيلة الدفاع الوحيدة أمام النظام والميليشيات الإيرانية”.
خارطة طريق لا تحظى بالقبول
وكان الوفد الروسي في درعا طرح، مساء الأحد 15 من آب الحالي، على لجان المفاوضات “خارطة طريق” تحمل بنودًا لحل أزمة التصعيد العسكري في مدينة درعا، فيما يخص منطقة درعا البلد.
وتضمنت “الخارطة” إجراءات العمل مع قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية والإجراءات التي ستُتخذ بحق قوات المعارضة المحلية، والتي تضمنت إخراجهم إلى الشمال السوري وتسليمهم أسلحتهم.
لكن هذه البنود تقابل برفض من ناشطين ومقاتلين داخل مدينة درعا، إذ هدد مقاتلون محليون في مدينة درعا البلد من يفكر بتسليم سلاحه للنظام السوري بأنه “سيعتبر هدفًا مشروعًا لمقاتلي المدينة”، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
وقال أحد وجهاء درعا “أبو علي محاميد”، لعنب بلدي، إن “خارطة الطريق” لا يمكن أن تحظى بقبول أهالي درعا البلد بشكلها الحالي، كما لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع بسبب وجود معوقات كثيرة.
وأشار إلى طلب الروس تسليم الأسلحة بالتزامن مع وجود الميليشيات التابعة لإيران وقوات النظام في محيط المدينة من كل جانب، معتبرًا أن غياب ضمانة عدم محاولة هذه الميليشيات اقتحام المدينة يشكّل عائقًا إضافيًا أمام تطبيق بنود الاتفاقية.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :