رفض شعبي لـ”خارطة الطريق” الروسية في درعا
شهدت مدينة درعا حالة من الرفض الشعبي لخطة الحل الروسية التي قُدمت لـ”اللجنة المركزية” في درعا، الأحد الماضي، من قبل “اللجنة الأمنية” التابعة للنظام السوري بوساطة روسية.
وهدد مقاتلون محليون في مدينة درعا البلد من يفكر بتسليم سلاحه للنظام السوري بأنه “سيعتبر هدفًا مشروعًا لمقاتلي المدينة”، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
وقال أحد وجهاء درعا “أبو علي محاميد”، لعنب بلدي، إن “خارطة الطريق” لا يمكن أن تحظى بقبول أهالي درعا البلد بشكلها الحالي، كما لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع بسبب وجود معوقات كثيرة.
وأشار إلى طلب الروس تسليم الأسلحة بالتزامن مع وجود الميليشيات التابعة لإيران وقوات النظام في محيط المدينة من كل جانب، معتبرًا أن غياب ضمانة عدم محاولة هذه الميليشيات اقتحام المدينة يشكّل عائقًا إضافيًا أمام تطبيق بنود الاتفاقية.
واعتبر محاميد، وهو مطلع على التفاوض بين الجانبين، أن الروس لا يمكن أن يكونوا ضامنين للاتفاقية لأنهم حلفاء النظام، إذ نكث الروس بوعودهم سابقًا خلال اتفاق “التسوية” عام 2018، الذي وقعوا عليه مع أمريكا والأردن، فكيف يمكن أن يثق السكان المحليون بهم.
وأضاف أن عملية تسليم السلاح من الممكن أن تجري بضمانات دولية، مشيرًا إلى أن سكان المدينة مستعدون للقبول بمثل هذه الاتفاقية في حال إيجاد قوة لحماية السكان، كون الروس يسعون لتهجير أكبر عدد من الشباب لكي يسهل عليهم السيطرة على البلد والتنكيل بأهلها، بحسب محاميد.
بينما قال الناشط حبيب كسابرة لعنب بلدي، وهو أحد ناشطي ريف درعا الشرقي، والمطلع على مسار المفاوضات، إن أبناء المنطقة الشرقية على صلة وتنسيق مستمر مع مدينة درعا المحاصرة، ويرفضون بشكل قاطع أي تهديد لدرعا البلد، وأي نوع من أنواع تسليم السلاح الذي يعتبر “الملاذ الأخير” للمحافظة.
وأضاف كسابرة أن حالة من النفير العام أُعلنت في ريف درعا منذ يوم أمس، استعدادًا للوقوف بجانب درعا البلد، وتقديم الدعم المتاح.
وكانت مجموعات معارضة في مدينة درعا وريفها أصدرت بيانًا، الأحد 15 من آب، ندّدت بتصريحات الناطق الرسمي لـ”اللجنة المركزية”، التي أفصح خلالها عن بنود أرسلها الروس للجنة لـ”خارطة الطريق”.
وأكد المشاركون في البيان الذي حمل اسم “ثوار حوران” (وهو تكتّل مكوّن من مجموعات ثورية وعشائرية في مناطق مختلفة من المحافظة)، أنهم لن يسمحوا بأي شكل من الأشكال تمرير أي اتفاقات تسليم واستسلام يكون الخاسر فيها أبناء حوران.
ولفت البيان إلى أن استمرار لجان التفاوض بهذا النهج التفاوضي يجعلهم يفقدون ثقتهم باللجان، وأن الميليشيات الإيرانية لا تزال تحاصر أحياء مدينة درعا ولا حلول بوجودها على أطراف المدينة، معتبرين أن قوات النظام توافدت إلى درعا لـ”أخذ الثأر من حوران”.
وأذاعت في ساعات متأخرة من مساء الأحد الماضي مآذن مدينة درعا البلد، تهديدات لمن ينوي تسليم سلاحه أو الموافقة على بنود الاتفاقية الجديدة التي طرحتها روسيا كحل لإنهاء حصار قوات النظام لمدينة درعا البلد، مؤكدين على خيار الصمود في المدينة.
وكان الوفد الروسي في درعا البلد طرح، مساء الأحد 15 من آب، على لجان المفاوضات “خارطة طريق”، فيما يخص منطقة درعا البلد.
وتضمنت “الخارطة” إجراءات العمل مع قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية والإجراءات التي ستُتخذ بحق قوات المعارضة المحلية، والتي تضمنت إخراجهم إلى الشمال السوري وتسليمهم أسلحتهم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :