قال رئيس مجلس إدارة “الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات والمرطبات”، بسام قلعجي، إنه أغلق معمله الخاص لصناعة المثلجات (البوظة) منذ ثلاثة أشهر لإحجام أصحاب المحال عن تسلّم “البوظة” منه وعدم قدرتهم على تبريدها.
وبحسب ما صرّح به قلعجي لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية اليوم، الثلاثاء 17 من آب، فإغلاق معمله أدى إلى صرفه العمال لتخفيف ضغط النفقات.
وأدى نقص مادة المازوت إلى الحد من النشاط الإنتاجي لحرفيي الجمعية الذين يعتمدون عليه لتشغيل المولدات بسبب انقطاع الكهرباء المستمر.
ولم يحصل الحرفيون مؤخرًا سوى على 25% فقط من مخصصاتهم، ما أدى إلى انخفاض الإنتاجية والمبيعات إلى 10%، “وهي نسبة لا تغطي نفقات المعامل، بالتالي اضطر المُلّاك لتسريح عمالهم لتخفيف النفقات، وازدادت البطالة”، وفق قلعجي.
وأضاف أن عدد المعامل التي تتبع للجمعية يصل إلى نحو 80 معملًا، أُغلقت منها ثمانية معامل “بوظة” ضخمة إضافة إلى عدد من المعامل الفرعية.
وتابع أن “معامل الحلويات تأتي بالدرجة الثالثة من حيث أولوية توزيع المحروقات بعد المطاعم والمخابز”.
وتعاني المعامل والورشات والمحال في مناطق النظام السوري من تخفيض إنتاجها وتوقفها نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي.
ويأتي تصريح قلعجي بعد أيام من حديث رئيس جمعية الأجبان والألبان في دمشق، عبد الرحمن الصعيدي، عن تسبب انقطاع التيار الكهربائي بخسائر كبيرة في كميات منتجات الأجبان والألبان.
وأشار الصعيدي، في 14 من آب الحالي، إلى أن حوالي 20 إلى 25% من الورشات والمحال توقفت عن العمل لعدم القدرة على تحمل الخسائر اليومية، كما توقع أن تصل نسبة الإغلاقات إلى أكثر من النصف في حال استمرار انقطاع الكهرباء، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة الأسعار نتيجة انخفاض المعروض.
وسبّب انقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة في مناطق سيطرة النظام السوري استياء المواطنين خاصة خلال أشهر الصيف.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، شهدت المحافظات التي يسيطر عليها النظام انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي، تخللها نصف ساعة وصل مقابل قطع لمدة 23 ساعة ونصفًا.
وعزا مدير الإنتاج في المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء، نجوان الخوري، سبب الانقطاع إلى انخفاض كميات الغاز الذي أدى إلى خروج عدد من محطات التوليد عن الخدمة.
بدائل طاقة مُكلفة
خلال الكلمة التي ألقاها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في خطاب القسم، قال إن المرحلة المقبلة في إطار الاستثمارات هي للتركيز على الاستثمارات في الطاقة البديلة، فحل مشكلة الكهرباء هو أولوية، ليس لحيويتها للحياة اليومية فقط، وإنما لحيويتها أيضًا لقيام الاستثمارات المختلفة.
ووعد الأسد بالعمل على تشجيع الاستثمار في الطاقة البديلة، ودعمها عبر السياسات أو عبر التشريعات بهدف إطلاق مشاريع توليد الطاقة من قبل القطاع الخاص أو العام أو بالمشاركة بينهما.
وتحدثت صحيفة “الوطن”، في تقرير صادر في 3 من آب الحالي، حمل عنوان “الطاقة البديلة حاملة مستقبل الاقتصاد”، عن التسهيلات التي وفرتها حكومة النظام أمام مشاريع الطاقة البديلة.
تحتاج مسألة تصنيع الطاقة في سوريا إلى مليارات من الدولارات وليس الليرات السورية، بحسب حديث سابق مع الخبير الاقتصادي خالد تركاوي، الذي يرى أن النظام غير قادر على الدخول في هذا القطاع.
وتحدث تركاوي لعنب بلدي عن وجود مشاريع للطاقة البديلة في البلدان المجاورة لسوريا، كالأردن وتركيا، مشيرًا إلى أن هذه الدول تدفع ملايين الدولارات للاستثمار في هذا المجال.
فالطاقة البديلة أو الطاقة المتجددة، سواء طاقة الرياح أو طاقة الشمس، أمر مكلف، بنيتها الأساسية ليست رخيصة، لكن الإنتاج الذي توفره يصبح رخيصًا على المدى الطويل.
–