“طالبان” تعود إلى العاصمة الأفغانية كابول بعد 20 عامًا
أعلنت حركة “طالبان” الإسلامية عن بدء مقاتليها الدخول إلى العاصمة الأفغانية كابول، لمنع أعمال النهب والعنف في المناطق التي غادرتها الشرطة وقوات الأمن الحكومية الأفغانية.
وقالت الحركة، في بيان على لسان متحدثها الرسمي، ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر“، إن (الإمارة الإسلامية) أصدرت بيانًا جاء فيه أن “مقاتلي الحركة خرجوا من العاصمة كابول، ولا تريد الحركة دخولها بالوسائل العسكرية، ولكن الآن هناك تقارير تفيد بإخلاء مناطق داخل المدينة، حيث تركت الشرطة وظيفتها في توفير الأمن”.
وأضاف البيان أنه “يجب ألا يشعر مواطنو كابول بأي خوف من المجاهدين، ولا يسمح لأي من مقاتلي الحركة بالدخول لمنازل المدنيين أو مضايقتهم”.
وكانت القوات الأمريكية توصلت، في 29 من شباط 2020 الماضي، إلى اتفاق مع حركة “طالبان” يقضي بانسحاب جميع القوات الأجنبية المتمثلة بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خلال مدة أقصاها 14 شهرًا.
وحصلت واشنطن بموجب الاتفاق على ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة.
وتعهدت “طالبان” بالانخراط في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في آذار من العام نفسه، لكن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.
ما أدى لتحول المفاوضات إلى مواجهات عسكرية بين الحركة والقوات الحكومية، التي أسفرت عن سيطرة “طالبان” على مناطق واسعة من أفغانستان خلال مدة قصيرة لم تتجاوز شهرًا واحدًا.
وكانت حركة “طالبان” حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان، وسيطرت على العاصمة كابول عام 1996، لكن نفوذها انحسر وخسرت كثيرًا من مناطق سيطرتها بعد التدخل الأمريكي في البلاد عام 2001.
ودخلت الولايات المتحدة أفغانستان في تشرين الأول 2001، للإطاحة بحكم “طالبان”، متهمة إياها بإيواء أسامة بن لادن، وشخصيات أخرى من تنظيم “القاعدة” مرتبطة بهجمات “11 أيلول” في الولايات المتحدة، ومنهيةً بذلك خمس سنوات من حكم “طالبان”.
وكان الأمين العام لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، جينس ستولتنبرغ، حذّر في تشرين الثاني من عام 2020 الماضي، من أن أي انسحاب سابق لأوانه قد يكون خطيرًا للغاية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.
وقال ستولتنبرغ “قد يكون ثمن المغادرة في وقت مبكر جدًا أو بطريقة غير منسقة باهظًا للغاية ويمكن لتنظيم (الدولة الإسلامية) إعادة بناء الخلافة في أفغانستان، بعدما فقدتها في سوريا”.
من هي حركة “طالبان”؟
تأسست الحركة عام 1994 خلال الحرب الأهلية الأفغانية، والتي عقبت انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان في عام 1989، إذ كانت تتواجد بشكل أساسي في الجنوب الغربي ومناطق الحدود الباكستانية.
وبنت الحركة مشروعها الأولي على محاربة الفساد وإحلال الأمن في البلاد، إلا أن عناصرها اتبعوا نمطًا متشددًا صارمًا من الإسلام، ما جعل العالم ينظر إليها على أنها حركة إرهابية.
وبعد مرور حوالي عشرة سنوات على تأسيسها، سيطرت “طالبان” على أفغانستان عام 1998 وفرضت حكم الشريعة الإسلامية فيها.
وبعد التدخل الأمريكي عام 2001 والذي أدى إلى الإطاحة بالحركة، أعاد مقاتلوها تنظيم أنفسهم من جديد في المناطق الحدودية الباكستانية، وعادوا إلى الواجهة بتعداد وصل إلى 85 ألف مقاتل، وبات يُعتقد أنه بعد عودة الحركة أصبحت أقوى من أي وقت مضى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :