شكاوى من رداءة نوعيات قطع غيار السيارات في الرقة
يتجنب محمود كفالة أي قطعة يبيعها لسائقي السيارات في مدينة الرقة، ويكتفي بالقول إنها من مصدر أجنبي وذات نوعية مقبولة عند سؤاله عن جودة قطع الغيار من قبل زبائنه.
محمود الخلو (40 عامًا)، يملك محلًا لبيع قطع غيار السيارات في المنطقة الصناعية بمدينة الرقة، قال لعنب بلدي، إن أغلب زبائنه يبحثون عن القطع ذات الجودة العالية والثمن الرخيص، وهما صفتان يستحيل جمعهما بذات القطعة.
ويشتكي سائقو سيارات في مدينة الرقة من رداءة نوعيات قطع غيار السيارات، إذ يرون أن أغلبية القطع المتوفرة حاليًا في أسواق الرقة ومنطقتها الصناعية صالحة فقط للتداول التجاري، وتفتقد لأدنى معايير الجودة.
ويرى محمود أن انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، وهي العملة المعتمدة للاستيراد والتصدير، كان له أثر سلبي على قطع الغيار من خلال ارتفاع ثمنها واضطرار السائقين لتركيب القطع الرخيصة رغم تدني جودتها.
مصادر قطع الغيار
تتوفر في الرقة حاليًا عدة أنواع لقطع الغيار، يتصدرها نوعان، البرازيلي القادم من مناطق سيطرة النظام السوري، والقطع التركية التي تدخل الرقة من مناطق سيطرة المعارضة السورية بريف حلب الشمالي والشرقي ومن إقليم كردستان العراق، وفقًا لما قاله أصحاب محال في المنطقة الصناعية في مدينة الرقة لعنب بلدي.
يضطر ياسر محمد (35 عامًا)، الذي يعمل في صيانة محركات السيارات الكبيرة، إلى التواصل مع أصدقاء له في مدينة دمشق أو حلب ليرسلوا له قطع الغيار، عندما يصر زبائنه على تركيب قطع ذات جودة عالية ومن مصادر أوروبية، وعلى وجه التحديد من مصدر ألماني.
ياسر قال لعنب بلدي، إنه لا يتحمل أي مسؤولية في حال قرر مالك السيارة التركيب من قطع الغيار المتوفرة في محال بيع القطع بمدينة الرقة، ويخلي مسؤوليته من خلال تنبيه السائق.
وتوجد في الرقة منطقة صناعية واحدة تقع على أطراف المدينة الشرقية، كما توجد عدة تجمعات لمحال بيع قطع غيار السيارات وتصليحها في المدينة وعلى أطرافها، ومحل في طريق الجزرة بأطراف الرقة الغربية.
اقرأ أيضًا: الرقة.. أصحاب السيارات يخشون حجزها ولا يمكنهم تسجيلها
اتفاقات على حساب السائق
حسين العبدو (50 عامًا) يعمل في بيع قطع غيار السيارات، قال لعنب بلدي، إنه في بعض الأحيان يجري اتفاقًا بينه وبين أصحاب محال الصيانة، يقضي بإرسالهم سائق السيارة للشراء من محله مقابل نسبة من ثمن المبيعات يحصلون عليها.
وأقر حسين بأنه أحيانًا يدفع أصحاب محال الصيانة تجاه مدح أو ذم بعض نوعيات قطع غيار السيارات، ليقوم هو أخيرًا ببيع القطع التي مُدحت والتي تتوفر في محله.
وتختص ضابطة بلدية الرقة بمراقبة أسواق المدينة ومراقبة البضائع المتوفرة فيها ومراقبة جودتها وأسعارها، وفق ما قاله أحد موظفي البلدية لعنب بلدي.
موظف البلدية (الذي تحفظ على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث للإعلام)، تحدث لعنب بلدي عن عدم توفر الخبرة الكافية لدى موظفي البلدية للتعرف على قطع الغيار الرديئة التي تباع للسائقين.
وأضاف أن البلدية أو حتى “الإدارة الذاتية” و”مجلس الرقة المدني” لا يملكون البدائل أو الإمكانيات لتوفير قطع الغيار ذات الجودة العالية في حال قرروا التدخل لضبط نوعية البضائع المتوفرة.
وتصل إلى مدينة الرقة سيارات مستعملة من تركيا عن طريق إدلب، كما تدخل مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا سيارات أوروبية مستوردة إما من إقليم كردستان العراق وإما من مناطق سيطرة المعارضة السورية في ريف حلب الشرقي.
اقرأ أيضًا: النقل العمومي بالسيارات الخاصة يزداد في الرقة
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :