أعلن الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، إجراء محادثات عاجلة مع زعماء محليين وشركاء دوليين، بالتزامن مع تقدم قوات حركة “طالبان” المتواصل باتجاه العاصمة الأفغانية، كابل.
وقال غني اليوم، السبت 14 من آب، في حديث متلفز، إن التركيز ينصب على منع المزيد من الفوضى والعنف والتشريد، لافتًا إلى وضعه الحكومة والزعماء السياسيين والقادة الدوليين بصورة ما يجري.
وأعلن المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، عبر “تويتر“، سيطرة “الجماعة” على مدينة غارديز، عاصمة إقليم بكيتا، إلى جانب عدد كبير من الأسلحة والمعدات العسكرية.
وبذلك ارتفع عدد الولايات والأقاليم التي خسرتها القوات الحكومية لمصلحة “طالبان” لأكثر من النصف، مع اقتراب العمليات القتالية من العاصمة، إذ أعلنت “طالبان”، الجمعة 13 من آب، السيطرة على قندهار وهلمند وهرات وبادغيس، أهم المقاطعات الأفغانية.
د هیواد په سطحه مهم ولایتونه کندهار، هلمند، هرات او بادغیس په ټولیزه توګه فتحه شول.
احمدی https://t.co/NYu2eKqzrb pic.twitter.com/ap8aQShCHA— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) August 13, 2021
كما سيطرت “طالبان” اليوم، السبت، على مدينة شارنا عاصمة ولاية بكتيكا، ودخلت مقر قيادة الشرطة والمخابرات، في ظل مقاومة هشة تواجهها في مختلف المناطق، ما يسرع في سقوط المدن والقرى.
وأعلن المتحدث باسم “الحركة” تخلي جنود أفغان عن القتال في منطقة ساري الحوزة التابعة لولاية بكتيكا، وانضمامهم لصفوف قوات “طالبان”.
مجاهدینو د پکتیکا ولایت مرکز ښرنه په بشپړه توګه تر خپل کنترول لاندې راوست.
د ولایت مقام، امنیه قومندانۍ، استخبارات او ټول ځایونه فتحه شول.
لاندې ویډیو کې ګورو چې مجاهدین د ولایت په مقام کې فعال حضور لري. pic.twitter.com/VzqNsV09lU— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) August 14, 2021
ونشرت وزارة الدفاع الأفغانية اليوم، السبت، تسجيلًا مصوّرًا قالت إنه يظهر مقتل 60 شخصًا من مقاتلي “طالبان” في ولاية بلخ أمس، الجمعة، وتدمير 40 دراجة نارية لهم، وكمية كبيرة من أسلحتهم.
https://twitter.com/MoDAfghanistan/status/1426475208072908801
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي (لم تسمه)، أن القوات الأمريكية بدأت تصل إلى كابل لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية.
وتتكون القوة الأمريكية من كتيبتي مشاة بحرية، وكتيبة مشاة، وتقدر بنحو ثلاثة آلاف جندي، على أن ينقل لواء قتالي من المشاة إلى الكويت، ليكون قوة رد فعل سريع في حال تطور الوضع في كابل.
كما سترسل بريطانيا ودول أخرى قوات لإجلاء مدنييها من أفغانستان، في ظل ضعف مقاومة القوات الحكومية لزحف “طالبان”، ما ينذر باحتمالية سقوط العاصمة خلال فترة قصيرة.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جوني كيربي، أن كابول ليست في بيئة تهديد وشيك، لكن بالنظر إلى ما تفعله “طالبان”، فيبدو أنهم يحاولون عزل كابل.
وأبلغت السفارة الأمريكية الأمريكية موظفيها في كابل بضرورة حرق المواد الحساسة والأوراق والأجهزة الإلكترونية.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، من خروج أفغانستان عن السيطرة، داعيًا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين.
كما دعا أيضًا “طالبان” لإنهاء هجومها والعودة إلى طاولة المفاوضات.
Afghanistan is spinning out of control. Every day, the conflict is taking a bigger toll on civilians, especially women & children.
I remind all parties of their obligation to protect civilians & I call on the Taliban to immediately end the offensive & return to the peace table.
— António Guterres (@antonioguterres) August 13, 2021
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أجرى محادثات مع نظيريه الكندي والألماني، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لمناقشة خطط الولايات المتحدة لتقليل وجودها المدني في العاصمة الأفغانية، في ضوء التطورات الأمنية والعسكرية المتسارعة.
وشدد بلينكن على التزام واشنطن بالحفاظ على علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان، مؤكدًا الالتزام الأمريكي بدعم حل سياسي للصراع الأفغاني، وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، في 12 من آب الحالي.
وأعلنت كل من فرنسا وألمانيا وهولندا، في 12 من آب الحالي، تعليق عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان، وذلك بعد يومين فقط من مطالبة كل من النمسا وبلجيكا والدنمارك واليونان وألمانيا وهولندا، المفوضية الأوروبية، بالإبقاء على عمليات العودة رغم تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن، الأربعاء الماضي، استعداده للقاء زعيم “طالبان” لإجراء مباحثات، بالتزامن مع أخرى تجريها أنقرة مع الإدارة الأمريكية، لتتولى القوات التركية إدارة مطار “كابل” بعد الانسحاب الأمريكي، وانسحاب قوات “الناتو”.
عدم الالتزام بالاتفاق
مدير المكتب السياسي لـ”طالبان”، المُلا بردار آخوند، وخلال جلسة المباحثات الأفغانية التي عُقدت في العاصمة القطرية، الدوحة، قبل يومين، عزا المسؤولية عن الوضع الحالي إلى عدم تنفيذ الاتفاق المبرم مع “طالبان” بالكامل، مشيرًا إلى تأخر الانسحاب الأجنبي، وبقاء “طالبان” على القوائم السوداء، ووجود أسرى من عناصرها في السجون الحكومية.
په ټرويکا پلس غونډه کې چې پرون په دوحه کې وشوه د افغانستان اسلامي امارت سياسي مرستيال او د سياسي دفتر رئيس محترم ملا برادر آخند د مختصرې وينا متن: https://t.co/DtYZb1w051https://t.co/YbKnG3AVbp pic.twitter.com/UEss0pioFW
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) August 12, 2021
ونصّ الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة و”طالبان”، في 29 من شباط 2020، في الدوحة، على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا، وتخفيض عدد القوات الأمريكية إلى ثمانية آلاف و600 شخص خلال 135 يومًا من تاريخ الاتفاق.
كما تقرر سحب القوات الأمريكية وحلفائها والتحالف جميع قواتهم من خمس قواعد عسكرية في غضون 135 يومًا، ورفع العقوبات الأمريكية عن أفراد “طالبان” في آب من العام نفسه، وإطلاق سراح آلاف السجناء المحتجزين لدى “طالبان” والقوات الحكومية.
وحصلت واشنطن بموجب الاتفاق على ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة، وتعهدت “طالبان” بالانخراط في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في آذار من العام نفسه، لكن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.
وحكمت “طالبان” أجزاء كبيرة من أفغانستان، وسيطرت على العاصمة كابل عام 1996، لكن نفوذها انحسر وخسرت كثيرًا من مناطق سيطرتها بعد التدخل الأمريكي في البلاد.
ودخلت الولايات المتحدة أفغانستان في تشرين الأول عام 2001، للإطاحة بحكم “طالبان”، متهمة إياها بإيواء أسامة بن لادن، وشخصيات أخرى من تنظيم “القاعدة” مرتبطة بهجمات “11 أيلول” في الولايات المتحدة، وأنهت بذلك خمس سنوات من حكم “طالبان”.
وتعتبر الحرب الأمريكية في أفغانستان أطول حرب خارجية تقودها واشنطن، إذ ستكمل 20 عامًا في 11 من أيلول المقبل، وهو الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
تحذير سابق
الأمين العام لقوات حلف شمال الأطلسي، جينس ستولتنبرغ، حذّر، في تشرين الثاني 2020، من أن أي انسحاب سابق لأوانه قد يكون خطيرًا للغاية، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
وقال ستولتنبرغ “قد يكون ثمن المغادرة في وقت مبكر جدًا أو بطريقة غير منسقة باهظًا للغاية (…) ويمكن لـ(داعش) إعادة بناء الخلافة في أفغانستان، بعدما فقدتها في سوريا”.
–