مشكلات تعرقل رحلة الطلاب إلى جامعة “حلب الحرة”
اعزاز – وليد عثمان
يضطر زياد الحسن، وهو طالب من مدينة إدلب يدرس في جامعة “حلب الحرة” باعزاز، شمال غربي حلب، إلى الوصول للكراج قبل موعد سفره من إدلب إلى حلب بساعات طويلة، لعدم وجود شركات نقل خاصة ومواعيد محددة منتظمة لانطلاق الرحلات بين مدن وقرى الشمال السوري.
زياد قال لعنب بلدي، إن الرحلة إلى الجامعة تستغرق وقتًا مضاعفًا بسبب تهالك البنية التحتية للطرقات التي تربط بين المدن في المنطقة، إذ تفتقر مناطق الشمال السوري إلى مشاريع إعادة ترميم الطرقات.
وأضاف الشاب أن الطرقات ليست العائق الوحيد في رحلته المعتادة بين مناطق إدلب وريف حلب الشمالي، إذ تعرقل عشرات الحواجز العسكرية المنتشرة على طول الطريق من مدخل مدينة إدلب حتى مدخل مدينة اعزاز السير، وتؤخر حركة المرور وخاصة وسائط النقل العام.
ويضطر زياد لإبراز هويته الشخصية والإجابة عن أسئلة متكررة يوميًا “عشرات المرات”، دون أن تعمل الفصائل العسكرية وأجهزة الشرطة على استخدام نظام “تفييش” موحد يأخذ البيانات الشخصية ويتحقق منها لمرة واحدة وعلى حاجز محدد فقط يوميًا.
ويسلك الطلاب الطريق الواصل بين إدلب وسرمدا ثم دارة عزة إلى الباسوطة حتى عفرين ومنها إلى المحطة الأخيرة اعزاز، للوصول إلى جامعتهم.
ويخلو الطريق، الذي يحتاج السفر فيه أحيانًا إلى نحو خمس ساعات، من استراحات طرقية، سوى واحدة في كراج عفرين.
وكانت شركة النقل الداخلي في إدلب أعلنت، في أيار الماضي، عن تشغيل خط نقل بين مدينتي إدلب واعزاز بأجور مخفضة للطلاب.
وتبلغ أجرة الراكب العادي 27 ليرة تركية، بينما تبلغ أجرة الطالب 20 ليرة، اعتبارًا من مطلع حزيران الماضي.
نقل داخلي “سيئ”
يرى عبد الله رشيد وهو طالب في جامعة “حلب الحرة”، أن النقل “سيئ” بشكل عام في الشمال السوري، وخاصة في فصل الصيف.
وتفتقر “السرافيس” للتكييف والستائر للوقاية من أشعة الشمس، إذ تمنعها بعض الفصائل العسكرية لأسباب أمنية، بحسب ما قاله عبد الله لعنب بلدي.
وأضاف عبد الله أن الركاب يضطرون إلى الانتظار لوقت طويل عند كل حاجز عسكري، وقد تصل فترة الانتظار إلى ساعة أو أكثر خاصة عند الحاجز الذي يفصل مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” العاملة في إدلب عن مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” العامل في مناطق ريف حلب.
وتعد مشكلات النقل في أثناء الوصول إلى الجامعة واحدة من الصعوبات التي يواجهها طلاب جامعة “حلب الحرة” خلال رحلتهم الدراسية في الظروف العسكرية والاقتصادية التي يفرضها واقع الشمال السوري.
ومع تعدد جهات السيطرة العسكرية والإدارية في الشمال السوري، تكثر الحواجز التي تتبع لهذه الجهات، ويزداد معها التدقيق الأمني الذي يشمل المدنيين أيضًا ومنهم الطلاب.
وكانت حكومة “الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي أغلقت كليات جامعة “حلب الحرة”، ومقر الجامعة في بلدة الدانا شمال إدلب عام 2018.
ودفع ذلك “الحكومة السورية المؤقتة” التي تشرف على الجامعة إلى نقل مقرها من إدلب إلى ريف حلب، الأمر الذي يجبر العديد من طلابها المقيمين في إدلب على السفر إلى ريف حلب لمتابعة تعليمهم فيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :