أسعار “الأمبيرات” في حلب تدفع السكان للاستغناء عنها
حلب – صابر الحلبي
أوقف مصطفى (38 عامًا)، من سكان حي الأشرفية الذي تسيطر عليه “الإدارة الذاتية” بمدينة حلب، اشتراك “أمبيرات” الكهرباء الخاص به، بسبب ارتفاع سعرها.
وترجع الزيادة في أسعار “الأمبيرات” في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” بحلب، إلى ارتفاع سعر المازوت، على خلفية حجز “الفرقة الرابعة” صهاريج نفط قادمة من مناطق سيطرة “الإدارة” شمال شرقي سوريا إلى مناطق سيطرتها في حلب، قبل أيام.
وقال مصطفى (طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) لعنب بلدي، إن ارتفاع سعر المحروقات جعل الالتزام بالتسعيرة الرسمية أمرًا صعبًا، إلى جانب أعطال المولدات الكهربائية التي صارت دائمة، وارتفاع أسعار قطع تبديلها.
وأثار رفع سعر الكهرباء استياء مواطنين يقيمون في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في حلب، ودفعهم ذلك إلى إيقاف اشتراكاتهم بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليفها، في ظل الظروف المعيشية المتدهورة التي يعانون منها.
وبالتزامن مع التضييق المفروض من قبل قوات النظام السوري على دخول المحروقات، رفعت إدارة البلدية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في حلب، سعر برميل المازوت ليصل إلى 450 ألف ليرة (حوالي 130 دولارًا)، بعد أن كان يباع بسعر 87 ألف ليرة (حوالي 25 دولارًا) مع أجور النقل.
وتسبب ذلك بعدم تقيد أصحاب المولدات بالتسعيرة الرسمية لـ”الأمبيرات”، فصار سعر الاشتراك الأسبوعي لـ”الأمبير” 4500 ليرة سورية (حوالي دولارين)، بعد أن كان 2000 ليرة (62 سنتًا).
ويبلغ سعر الدولار الأمريكي وسطيًا حوالي 3200 ليرة في السوق السوداء، بينما يبلغ السعر الرسمي 2512 ليرة.
أصحاب المولدات يفرضون تسعيرتهم
تفرض بلدية حي الشيخ مقصود ثلاثة آلاف ليرة (حوالي دولار واحد) تسعيرة “الأمبير” المسائي، بينما فرضت على أصحاب المولدات الكهربائية أن يكون سعر “الأمبير” 4500 ليرة أسبوعيًا، مقابل تشغيل الخدمة لمدة ست ساعات يوميًا، من السابعة مساء وحتى الـ12 ليلًا.
ولا يلتزم أصحاب المولدات الكهربائية بالتسعيرة المخصصة من قبل بلدية حي الشيخ مقصود، بسبب أعطال المولدات الكهربائية ومضاعفة سعر برميل المازوت، حسبما قال محمد وهو صاحب مولدة كهربائية في الحي الخاضع لسيطرة “الإدارة الذاتية”.
وأضاف محمد لعنب بلدي أن المشتركين بالمولدات بدؤوا بإلغاء اشتراكاتهم، في ظل تدهور الوضع المعيشي الذي يفرض، في بعض الأحيان، على عائلتين الاشتراك بـ”أمبير” واحد.
و”الأمبيرات” اسم متعارف عليه لكهرباء المولدات في سوريا، يعتمد عليها مواطنون في ظل انقطاع الكهرباء بمختلف المناطق السورية، ويرتبط سعرها بسعر المازوت، إذ يعتمد عليه أصحاب المولدات الكهربائية لتشغيلها.
لماذا ارتفعت أسعار المازوت
منعت حواجز تابعة لـ”الفرقة الرابعة” المنتشرة عند أطراف مدينة منبج بريف حلب الشرقي نحو 110 صهاريج نفط، قادمة من مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، من الوصول إلى مناطق سيطرة “الإدارة” في مدينة حلب.
وحُجزت الصهاريج بسبب عدم توريد الكميات المتفق عليها لمصلحة “الفرقة الرابعة” التي تسيطر على الطرقات الواصلة بين مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا وريف حلب الشمالي والمناطق الموجودة داخل مدينة حلب.
وتزوّد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، المناطق الخاضعة لسيطرتها في حلب من الحقول النفطية التي تسيطر عليها شرق الفرات في منطقة الجزيرة.
وتسيطر “الإدارة الذاتية” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013.
وسلّمت أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات، التي دخلتها بعد خروج فصائل المعارضة من المدينة نهاية عام 2016، لقوات النظام مقابل الحصول على دعمها لصد عملية “غصن الزيتون” التي شنتها القوات التركية على عفرين في آذار من عام 2018.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :