تفاجأ رضوان من سكان مدينة حلب، خلال مراجعته لمستشفى “الجامعة”، بأن جلسات غسيل الكلى التي تحدث عن عودتها وزير الصحة في حكومة النظام السوري، حسن غباش، لم تكن سوى “فقاعة إعلامية”.
وقال رضوان، وهو مريض يحتاج إلى جلسات غسيل الكلى باستمرار، لعنب بلدي، إنه عاد لتسجيل دوره وفتح إضبارة لقبوله في قسم الغسيل، بعد سماعه لتصريحات غباش.
ولكن محاولته لم تفلح، إذ طلب منه قسم الاستقبال في مستشفى “الجامعة” الحكومي بحلب، الاتصال بهم في وقت لاحق لتسجيل إضبارته التي أُلغيت قبل أشهر.
يلجأ رضوان الآن إلى المستشفيات الخاصة لإجراء الجلسات، إلا أنه لم يعد قادرًا على تأمين التكاليف “المرتفعة جدًا”، ويقوم بزيارات دورية لسؤال المستشفيات الجامعية والحكومية في المدينة عن إمكانية أن يحجز دورًا لديها، ولكن “دون جدوى”، على حد قوله.
وفي 3 من آب الحالي، وجه كل من وزير الصحة، حسن غباش، ومدير صحة حلب، زياد الحاج طه، بقبول مرضى الكلى من مستشفى “الجامعة” في مستشفى “ابن رشد”.
كما طالب غباش بـ”استنفار كامل” لجميع العناصر من إدارة وأطباء وممرضين وفنيين، وذلك “لاستيعاب كافة المرضى بشكل مجاني، مع تأمين كل مستلزمات وأدوية جلسة الغسيل”.
“سلسلة من الكذبات”
شهد مستشفى “الجامعة” الحكومي في حلب زيارة لعشرات مرضى الكلى يوميًا بعد تصريحات الوزير، بحسب ما قاله ممرض عامل في المستشفى (تحفظ على نشر اسمه لأسباب خاصة).
وأضاف الممرض الذين تحدثت إليه عنب بلدي، أن إدارة المستشفى وجهت بقبول أضابير المرضى وتسجيلها كمرضى جدد، ولكن حتى الآن لم يتلقَ أي منهم جلسة غسيل الكلية التي جاء من أجلها.
وبحسب ما يراه الممرض، لم يعد الكثير من المرضى إلى تسجيل إضبارتهم من جديد، بسبب عدم شعورهم بجدية المديرية أو الوزارة في تقديم خدمات العلاج لهم، واعتبارهم أنها “سلسة من الكذبات الممارسة عليهم سابقًا”.
وكانت صحيفة “الوطن“ المحلية قالت، في 5 من آب الحالي، إن مستشفى “ابن رشد” التي وجه وزير الصحة بقبول المرضى فيها، يعاني أساسًا من الازدحام، ونقص في مستلزمات جلسة الغسيل، وذلك قبل أن ينتقل إليه حوالي 300 مريض من مستشفى “الجامعة”.
وقال أحد الأطباء في المستشفى للصحيفة، إن سبب نقص الأدوية والمواد الكبير يعود إلى قرار وزير الصحة السابق، نزار يازجي، بحصر استجرار الأدوية والمستلزمات الطبية لجميع مستشفيات الدولة مركزيًا عن طريق الوزارة حصرًا.
وطالب الطبيب بضرورة التراجع عن هذا القرار، لإنقاذ الخدمة الطبية في مستشفيات الدولة من التدهور أو التوقف.
ومع بداية نيسان الماضي، ألغت عدة مستشفيات حكومية في حلب جلسات غسيل الكلى شبه المجانية للمرضى، دون أي حلول حكومية مجدية، ما ترك المرضى أمام خيارات صعبة لتأمين تكاليفها في ظل تدهور مستمر للوضع المعيشي.
وبحسب ما قاله طبيب الداخلية والجراحة محمد، العامل في حلب، فإن إلغاء الجلسات تسبب بارتفاع حالات الوفاة في المدينة خاصة خلال فصل الصيف، لأن الجسم ومرضى الكلى بحاجة إلى شرب السوائل، وقلتها تؤثر سلبًا على الحالة الصحية للمرضى وخاصة خلال ارتفاع درجات الحرارة.
–