لاجئون سوريون محتجزون في ليبيا: لا فرق عن معتقلات الأسد
أدان “المرصد الأورومتوسطي” الممارسات التي ترتكبها السلطات بحق طالبي اللجوء المحتجزين في السجون الليبية.
وأعرب المرصد في تقرير، الخميس 12 من آب، عن استنكاره للظروف غير الإنسانية التي يعيشها المحتجزون في السجون من ضرب وإهانة، منذ لحظة اعتراض القوارب التي يعبرون بها من قبل خفر السواحل الليبي وحتى اقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز.
وقُبض على ما يقارب 800 شاب سوري خلال الأشهر الأربعة الماضية، في أثناء محاولاتهم العبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من ليبيا، واقتيدوا إلى عدة مراكز احتجاز في العاصمة الليبية طرابلس، وهي سجن “الزاوية” و”أبو سليم” و”غوط الشمال” و”عين زاره”.
ودعا “المرصد” إلى إجراء تدخل فوري لإيقاف الممارسات التي وصفها بالتجاوزات المهينة لكرامة السوريين.
وبحسب “المرصد”، فإن معظم الشبان المحتجزين في المراكز هم من مدينة درعا، جنوبي سوريا، هربوا من الظروف التي تعيشها المنطقة، وأبرزها التجنيد الإجباري.
وتعرض المحتجزون لمختلف أنواع التعذيب والإهانة، كالضرب بالأنابيب البلاستيكية، وعدم توفير الطعام سواء من حيث النوع أو الكم، وإمدادهم بمياه غير صالحة للشرب ولمرتين في اليوم فقط.
ويدفع المحتجزون مقابل نيلهم حريتهم مبالغ تتجاوز الـ1000 دولار أمريكي في كثير من الأحيان، عبر وساطات تعرف بـ”السماسرة” تنسق عملها مع إدارة السجون.
وبحسب شهادات محتجزين سابقين، يوجد تقصد للإهمال الطبي، ما أدى إلى موت أحد المحتجزين ويدعى عزوز بركات الصفدي من مدينة درعا، في 7 من آب الحالي، بعد إهمال إدارة السجن لاستغاثاته المتكررة بالكشف الطبي لمعاناته من مشكلات في الغدة الدرقية.
ويقع على عاتق الحكومة الليبية إيقاف الممارسات التعسفية المرتكبة داخل السجون والمراكز التي تديرها، والعمل بالقواعد المحلية والدولية في معاملة المحتجزين، ولا سيما مناهضة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، بحسب “المرصد”.
وطالب “المرصد” المفوضية السامية لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بإجراء زيارات دورية لمراكز الاحتجاز والسجون، والاطلاع على ظروف المحتجزين، وتقديم تقارير للأمم المتحدة واتخاذ كل الإجراءات للحد من الانتهاكات الحاصلة.
وتداول عدد من الناشطين صورًا لشبان قالوا إنهم سوريون محتجزون في ليبيا، وطالبوا بالإفراج عنهم بسبب الظروف اللاإنسانية التي يعيشونها.
نحو 800 شاب سوري تم احتجازهم في ليبيا أثناء محاولتهم العبور إلى أوربا بحثاً عن الأمان، قبض عليهم وهم الآن يعيشون ظروفاً مزرية على يد إخوانهم في ليبيا، وخروجهم مرتبط بدفع فدية
نناشد الأحرار في ليبيا، هؤلاء بشر ومدنيين وعرب ومسلمين
ما عهدناكم إلا أهل كرم ونخوة وهذه المشاهد عار كبير pic.twitter.com/7j67SEJmv3— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) August 9, 2021
وأفاد موقع “تجمع أحرار حوران”، بشهادة الناجي محمد الأحمد، الذي أُطلق سراحه في تموز الماضي، بعد دفعه مبلغ 800 دولار أمريكي، من سجن “الزاوية” ووصف ظروف السجن بـ”المأساوية”.
وقال محمد إن الطعام كان عبارة عن صحن من الأرز لكل خمسة أشخاص، وكان المحتجزون يعانون من الجوع في معظم الأوقات لعدم توفر الطعام الكافي.
والسجنُ، بحسب محمد، عبارة عن هنكارات مغطاة بألواح “الزينكو”، في حين أن “الطعام كان عبارة عن صحن من الأرز لكل خمسة أشخاص، وفي معظم الأيام كنا نعاني من الدوار نتيجة شدة الجوع”.
وأضاف، “تعرضنا للضرب والتعذيب بأدوات مختلفة، من بينها العصي وقطع حديدية مخصصة للتعذيب. المعاملة الوحشية تلك تشبه إلى حد بعيد عمليات التعذيب في معتقلات نظام الأسد”.
وتتهم منظمات حقوقية السلطات الليبية بتعاونها مع أوروبا في عمليات إعادة اللاجئين القسرية عبر البحر المتوسط خلال عقد من الزمن.
ووثقت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في تقرير، صادر في 15 من تموز الماضي، أن الانتهاكات المرتكبة طوال عقد من الزمن بحق اللاجئين والمهاجرين استمرت بلا انقطاع في مراكز الاحتجاز الليبية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي رغم الوعود المتكررة بمعالجتها.
ودعت “العفو الدولية”، في التقرير، الدول الأوروبية إلى وقف تعاونها مع ليبيا بشأن مراقبة الهجرة والحدود.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :