نصف مليون كل ثلاث ساعات.. ابتزاز على الحواجز الأمنية في حلب لكسب المال
أُجبر مصطفى على دفع مبلغ 20 ألف ليرة سورية (حوالي ستة دولارات) خلال مروره بحاجز لفرع “المخابرات الجوية”، عند جسر النيرب بالقرب من مطار “النيرب” العسكري في مدينة حلب شمالي سوريا.
كانت حالة الاستياء التي بدت على وجه مصطفى (43 عامًا) كفيلة بتوبيخه من قبل عناصر الحاجز الذين اكتفوا بتهديده بالاعتقال، بسبب غضبه بعد دفع المبلغ الذي كان ينوي شراء طعام لمنزله به.
قال مصطفى لعنب بلدي، “بعد وصولي إلى المنزل لم يكن هناك طعام، حتى إن عائلتي كانت تنتظرني لشراء بعض احتياجات المنزل من الخضار، ولكن عناصر الحاجز أخذوا المبلغ الموجود معي بحجة أن هويتي الشخصية شبه تالفة ويجب تبديلها، ولكني أبديت غضبي واستيائي، الأمر الذي دفع عناصر الحاجز لطلب دفع كل ما أملكه”.
أمضى مصطفى (الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) يومه مع عائلته دون طعام، مكتفين بالخبز فقط.
يفرض عناصر حاجز “جسر النيرب” مبالغ على الركاب المارين بالحاجز، ويجبرونهم على الدفع، وفي حال عدم تجاوبهم لا يُسمح لهم بالعبور.
إجبار على دفع مبالغ كبيرة
بعد الحديث عن إزالة الحواجز التابعة للنظام السوري من مدينة حلب ومحيطها، بدأ عناصر الحواجز المتبقية بإجبار المدنيين على الدفع، وهو ما اعتبره الكثير من المدنيين استغلالًا للوضع قبل إزالة جميع الحواجز، في حال طُبق القرار.
وقال جلال الدين (28 عامًا) وهو عامل في معمل للصناعات البلاستيكية، إن “عناصر الحواجز صاروا يفرضون موضوع الدفع خلال المرور، حتى إنهم خلال حديثهم يعتبرون فرض هذه المبالغ فرصة قبل إزالة الحواجز ويجب اغتنامها، وفي حال عدم الدفع يقولون إن الشخص مطلوب لأحد أفرع النظام، بغرض ابتزازه”.
وأجبر عناصر حاجز بلدة كفر حمرة بريف حلب الغربي ركاب “سرفيس” على النزول وأوقفوهم لساعتين ونصف، بسبب امتناع أحد الركاب عن الدفع، وبعد مضي الوقت اضطر السائق لدفع المبلغ وهو خمسة آلاف ليرة (دولاران تقريبًا).
وادعى أن الراكب وافق على الدفع وطلب منه الاعتذار لعناصر الحاجز، الذين حاولوا اعتقاله وفرض مبلغ آخر عليه، بحسب ما قاله سائق “السرفيس” لعنب بلدي.
عناصر الحواجز يتذرعون بالضباط
على الرغم من وجود ضباط على الحواجز، وتقديم المدنيين شكاوى حول فرض العناصر مبالغ مقابل السماح لهم بالمرور، فإن الضباط الموجودين يعطون وعودًا بعدم قيام العناصر بهذه التصرفات ولكن يعودون لتكرار فعلهم.
وقالت مصادر أمنية متقاطعة لعنب بلدي، إن “الضابط المسؤول يطلب من عناصر الحاجز فرض الإتاوات والمبالغ على المارين من الحواجز، وفي حال عدم تأمين مبلغ محدد يتعرض العناصر للعقاب، وأحيانًا يسجنون لمدة أسبوع”.
وفي هذه الفترة، “لا يهتم الضباط بمن يمر من الحواجز بل بالمال فقط، فطلبوا من العناصر تأمين مبلغ مليون ليرة سورية (310 دولارات) يوميًا، خاصة أن بعض الحواجز ستُزال خلال الأيام القليلة المتبقية من هذا الشهر”.
وفي بعض الأحيان “يطلب المقدم من عناصره تأمين مبلغ نصف مليون ليرة كل ثلاث ساعات (…)، ولدى العناصر أوامر باعتقال كل من يرفض دفع المبالغ المفروضة”، بحسب المصادر الأمنية.
وأُزيلت عدة حواجز تابعة للنظام السوري خلال الفترة الماضية في محيط مدينة حلب وريفها، وفق ما رصدته عنب بلدي في المدينة، وتتبع هذه الحواجز للأفرع الأمنية و”الشبيحة” وبعض الثكنات العسكرية التي تنشر حواجز لها في محيط مدينة حلب.
وشهدت مدينة حلب إزالة حواجز تابعة لفرع “المخابرات الجوية” خلال الأشهر الماضية، وذلك بعد قيام عناصر الحواجز بابتزاز المدنيين وحتى السيارات التابعة لـ”الشبيحة”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :