وصل دخان حرائق الغابات المندلعة في منطقة سيبيريا الروسية إلى القطب الشمالي لأول مرة في التاريخ، في حين تتفاقم الحرائق في روسيا.
وأمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإرسال تعزيزات لمكافحة حرائق الغابات التي تستعر في منطقة ياقوتيا الموجودة في أراضي سيبيريا، إذ تم توجيه وزير الدفاع المدني والطوارئ، يفغيني زينيتشيف، لزيادة مجموعات فرق إطفاء الحرائق وزيادة كثافة الطيران، بحسب ما أعلنته وكالة “تاس” الروسية اليوم، الأربعاء 11 من آب.
وانطلقت طائرة “إليوشن إي أل-76” (Il-76) التابعة لوزارة الطوارئ الروسية مع 100 من رجال الإنقاذ إلى ياقوتيا، لإخماد حرائق الغابات.
وتحدث موقع “nature world news” أن الأقمار الصناعية التابعة للإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، رصدت بيانات تُظهر مقدار الدخان الناتج عن مئات حرائق الغابات في جمهورية ياقوتيا بسيبيريا ومدى انتشار هذا الدخان.
وفقًا لتقرير “ناسا”، غطى الدخان السماء لمسافة 2000 كيلومتر تقريبًا من الشرق إلى الغرب، و2500 ميل (4023 كيلومترًا) من الشمال إلى الجنوب، إذ تم قياس الدخان المنبعث من ألسنة اللهب بأنه قد قطع 1864 ميلًا (2999 كيلومترًا) للوصول إلى القطب الشمالي.
وانتشر الدخان المنبعث من ألسنة اللهب على مسافة 1200 كيلومتر في 4 من آب الحالي، ووصل إلى جمهورية منغوليا، ونتيجة ذلك، غطى “الضباب الأبيض” عاصمة منغوليا والعديد من المناطق الشمالية والوسطى، حسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأصبحت حرائق الغابات في سيبيريا ظاهرة غير عادية، ووفقًا لأبحاث وكالة “ناسا”، فإن جمهورية “سخا”، المعروفة أيضًا باسم ياقوتيا، مغطاة بغابات شمالية أو ثلجية وقسمها الشمالي هو أحد أبرد مناطق العالم.
ومع ذلك، شهدت المنطقة مؤخرًا درجات حرارة عالية قياسية، وفقًا لـ”Arctic Today”، وحققت مناطق معيّنة من القطب الشمالي درجة حرارة تبلغ 118 درجة فهرنهايت ودرجة حرارة هواء 89.4 فهرنهايت في تموز الماضي.
وحسب وكالة “تاس” الروسية، تعتبر ياقوتيا واحدة من أكثر المناطق خطورة من حيث اندلاع الحرائق في روسيا، وتم تطبيق نظام طوارئ الحريق منذ تموز الماضي، وأُعلنت حالة طوارئ إقليمية في 8 من آب الحالي، عندما اقتربت حرائق الغابات من مناطق مأهولة بالسكان ومنشآت اقتصادية.
ووفقًا لأحدث التقارير، اشتعلت حرائق الغابات على مساحة 1.41 مليون هكتار، وأُخمدت سبع حرائق في مساحة تزيد على 253 ألف هكتار خلال أمس، الثلاثاء.
وذكر تقرير أصدرته “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”، في 9 من آب الحالي، عن سرعة تغير المناخ في العالم التي وصفتها بـ”غير المسبوقة منذ قرون أو عدة آلاف من السنين”.
وقال التقرير، إن النشاط البشري يحرك الاحترار العالمي “بشكل لا لبس فيه” وبمعدل غير مسبوق، وإن الانبعاثات المستمرة للغازات الدفيئة قد تشهد أيضًا تغيرًا في حدود درجات الحرارة الرئيسة خلال ما يزيد قليلًا على عقد.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن تقرير مجموعة العمل ليس أقل من “رمز أحمر للإنسانية، وجرس إنذار يصم الآذان، ولا يمكن دحض الأدلة”.
–