قال رئيس مجموعة “أكسفورد للقاحات”، البروفيسور أدرو بولارد، إن من المستحيل الوصول إلى مناعة القطيع مع انتشار متغير “دلتا” الحالي، معتبرًا أن مناعة القطيع أصبحت “خرافة” بوجوده.
وأضاف بولارد، خلال اجتماع له مع مجلس النواب البريطاني، الثلاثاء 10 من آب، أن المشكلة الحقيقية هي أن فيروس “كورونا” هو ليس كفيروس “الحصبة”، موضحًا أنه إذا تم تطعيم 95% من الناس ضد الحصبة، فلن ينتقل الفيروس بين السكان، وفقًا لما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وتابع بولارد أن متغير “دلتا” سيبقى يصيب الأشخاص الذين تم تطعيمهم باللقاحات المضادة لفيروس “كورونا”، دون أي شيء من شأنه إيقاف انتشاره تمامًا.
وأوضح أن لقاحات الفيروس الموجودة حاليًا “فعالة للغاية” بما يخص الوقاية من المرض الشديد وخطر الوفاة، إلا أنها لا تمنع من الإصابة بالفيروس.
وأشار بولارد إلى أنه حتى لو انخفضت الأجسام المضادة (التي يُسببها اللقاح)، بعد مرور فترة طويلة على تلقي التطعيم، فإن الأجهزة المناعية لدى الشخص ستوفر له درجة من الحماية إذا أُصيب بالفيروس بعد عقود طويلة.
وتسعى معظم الدول لتسريع عملية التطعيم لمواطنيها، بهدف وصول بلادها إلى مناعة القطيع التي تضمن انحسار الفيروسات المُعدية.
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن مناعة القطيع (تسمى أيضًا مناعة السكان) تعبّر عن الحماية غير المباشرة من مرض معدٍ، والتي تتحقق عندما تكتسب مجموعة سكانية ما المناعة من ذلك المرض.
وتُكتسب المناعة تلك، وفقًا للتقرير، إما عن طريق اللقاح وإما بالإصابة السابقة بالعدوى.
وترى “الصحة العالمية” أن تحقيق مناعة القطيع يكون عن طريق التطعيم، ولا تدعم آلية الوصول إليها عبر السماح للمرض بالانتشار في أوساط أي شريحة سكانية، لما قد ينتج عن ذلك من حالات ووفيات لا داعي لها.
وخلال الأشهر الماضية، صار متحور “دلتا” من فيروس “كورونا” الذي ظهر في الهند لأول مرة، هو الأكثر انتشارًا في العالم، وأثار قلق العلماء حول العالم بسبب سرعة انتشاره التي تزيد بنسبة 40% إلى 60% على السلالة الأصلية من فيروس “كورونا”.
وفي 31 من تموز الماضي، أوضحت “الصحة العالمية” أن نسبة الإصابة بفيروس “كورونا” تسجل ارتفاعًا مستمرًا حول العالم، بسبب سرعة انتشار متحور “دلتا” الذي رُصد في ما لا يقل عن 132 دولة حول العالم.
وأكدت في تقريرها، أن خبراء المنظمة يواصلون العمل ليل نهار مع شبكات الخبراء العالمية لفهم سبب الانتشار السريع لمتحور “دلتا”.
وسجل موقع “وورلدوميتر” العالمي، المختص بالإحصائيات، أكثر من 200 مليون إصابة بفيروس “كورونا” حول العالم، في حين بلغ عدد الوفيات جراء الفيروس أكثر من أربعة ملايين و330 ألفًا، منذ بدء الجائحة وحتى اليوم.
–