“سيد الشهداء”: انسحبنا من سوريا ونحن قصفنا الأمريكان فيها
أعلن نائب الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء” أحمد المقصوص خروج جميع المجموعات التابعة لـ”الكتائب” من الأراضي السورية وتموضعها في الأراضي العراقية.
وتتمركز “الكتائب” حاليًا في مدينة القائم الحدودية مع العراق، متخذة من منازل المدنيين مقرات عسكرية لقواتها، إلى جانب “حزب الله العراقي”، وكلاهما مصنفان على لوائح الإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال المقصوص في تقرير أعدته “BBC” البريطانية حول وجود الميليشيات الممولة إيرانيًا على الحدود السورية- العراقية، إن الميليشيات هي من استهدفت القوات الأمريكية في منطقة التنف الواقعة في مثلث الحدود السوري العراقي الأردني، و”كل مكان سواء في سوريا والعراق”.
وتوجد قوات أمريكية ضمن قاعدة عسكرية في التنف إلى جانب فصائل في “الجيش الحر” كانت تدعمهم الولايات المتحدة في وقت سابق هما “مغاوير الثورة” و”كتائب أحمد العبدو”.
وأكد المقصوص استمرار استهداف القوات الأمريكية في المنطقة، وذلك في إطار هدفها بإخراج جميع القوات الأمريكية من المنطقة، مستدلًا على ذلك بأنه قبل 2011 لم يكن أحد يتوقع خروج القوات الأمريكية من العراق لكن نتيجة ضربات الفصائل خضعت الولايات المتحدة للخطة الأمنية وخرجت من العراق، وأسوة بالانسحاب من أفغانستان “بات الانسحاب من العراق وشيكًا”.
وتعتبر “سيد الشهداء” من أبرز الميليشيات العسكرية العراقية الممولة إيرانيًا العابرة للحدود، والمرتبطة عقائديًا بإيران وتسعى لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة،كما أن هذه الميليشيات معادية لرئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمي، متهمة إياه بالتعامل مع الولايات المتحدة.
وتحدث التقرير عن تقليص نفوذ هذه المليشيات على الشريط الحدودي مع سوريا بعد زيادة انتشار حرس الحدود العراقي من الجانب العراقي، ونظيره في جيش النظام، إلا أن مدينة البوكمال شرقي سوريا المقابلة لمعبر القائم تسيطر عليها ميليشيا “الدفاع الوطني” وميليشيات محلية ممولة إيرانيًا.
ولاتزال ميليشيا “حزب الله العراقي” تشرف على المعبر غير الشرعي بين القائم والبوكمال “بشكل محدود”، بالتنسيق مع جيش النظام وقوات إيرانية ضمن غرفة عمليات مشتركة.
وتعتبر هذه الميليشيات نفسها خط حماية ثاني خلف حرس الحدود العراقي، حسب آمر “كتائب سيد الشهداء” الملقب “أبو تراب”.
ومن المألوف استخدام هذه الميليشيات اللغة الفارسية خلال تواصلهم عبر أجهزة اللاسلكي، بحسب ما جاء في التقرير.
وتعمل السلطات العراقية على تحصين حدودها مع سوريا منذ بداية العام الحالي، للتخفيف من تنقلات ما تصفها بـ”المجموعات الإرهابية” بين حدود البلدين، حسب تصريحات المسؤولين العراقيين.
وتنوعت أساليب العراق في ضبط الحدود، إذ نصب أبراج مراقبة تحتوي على قدرات وأجهزة مراقبة متطورة وكاميرات حرارية، وكذلك أسلاك شائكة، إضافة إلى حفر خندق، وتسيير طائرات دون طيار للرصد والاستطلاع، بالتعاون مع النظام السوري والتحالف الدولي.
ويرتبط العراق مع سوريا بحدود 620 كيلومترًا، ويشترك معها في أربعة معابر حدودية نظامية، تدار من قوات النظام السوري و”الإدارة الذاتية” المسيطرة على مناطق شمال شرقي سوريا.
وكان قائد ميليشيا “كتائب سيد الشهداء”، “أبو العلاء ولاء”، تعهد في تموز الماضي بالانتقام من أمريكا لمقتل أربعة من رجاله في غارة جوية أمريكية على مواقع إيرانية في العراق وسوريا.
وتفاخر ولاء، في حديثه لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، بأن رجاله كانوا من بين أول من ذهب إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات النظام السوري عام 2012، وقال إن مهمتهم الأولى كانت حماية ضريح شيعي مقدس جنوبي العاصمة دمشق، وقاتلوا لاحقًا في أجزاء مختلفة من سوريا.
وتمدد نفوذ الميليشيات العراقية الممولة إيرانيًا في العراق وسوريا بعد العمليات العسكرية للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ أعلن العراق انتهاء التنظيم على أراضيه نهاية العام 2017.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :