أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الثلاثاء 10 من آب، المرسوم رقم 208، لتشكيل الحكومة الجديدة التي كلف حسن عرنوس بتشكيلها في 1 من آب الحالي.
ووفقًا للأسماء المذكورة في التشكيلة الوزارية، والتي نشرها حساب “رئاسة الجمهورية العربية السورية” عبر “فيس بوك”، شهدت الحكومة الجديدة تعديلًا طفيفًا على الحكومة القديمة، إذ احتفظ عرنوس بالطاقم الحكومي كاملًا باستثناء خمس وزراء فقط.
ومن بين الوزراء الجدد عمرو سالم، الذي تسلم حقيبة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، خلفًا لطلال البرازي.
من هو عمرو سالم
عمل عمرو سالم في شركة “مايكروسوفت” في الولايات المتحدة الأميركية، واستدعاه رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى سوريا في عام 2005 ليكون إلى جانبه كأحد مؤسسي “الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية”.
كما شغل سابقًا منصب وزير الاتصالات والتقانة بين عامي 2005 وحتى 2007، وكان مستشار الأسد.
وبحسب ماذكر موقع “دنيا الوطن“، خرج عمرو سالم من وزارة الاتصالات بـ”قضية فساد” عام 2007، على خلفية عقد مع شركة “بوكو” الصينية، للعمل على تقديم خدمة “نظام الفوترة والترابط” في المؤسسة.
وخضع للتحقيق لدى الهيئة العامة للرقابة والتفتيش، وحجزت الحكومة إثرها على أمواله المنقولة وغير المنقولة حينها إلى جانب مدير عام مؤسسة الاتصالات، هيثم شدياق آنذاك، ولكن قرار براءته من قضية الفساد ظهر بعد سنة من خروجه من الوزارة.
وفي نيسان 2020، انتقد عمرو سالم صحيفة “الوطن” المحلية، على خلفية نشرها لكاريكاتير يظهر فيه رجل دين يقف إلى جانب عالم ينظر في جهاز مجهر، يقول فيه رجل الدين للعالم، “يلزمني فأر أجرب عليه الدعاء الجديد”.
وقال سالم، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، تعليقًا على الصورة، إن “هذا الكلام والرسم هو استهزاء مباشر بالدين الإسلامي”، معتبرًا الرسم الكاريكاتيري “عملًا استفزازيًا”، وطالب الصحيفة بـ “اعتذار رسمي فوري على الأقل”.
وكتبت صحيفة “الوطن” حينها تقريرًا بعنوان “وزير سابق محاميًا عن الدجالين؟”، ولكن بحسب ما رصدت عنب بلدي حُذف التقرير من موقع الصحيفة.
وبحسب نسخة عن التقرير نقلها موقع “سوريا لنا“، هاجمت الصحيفة عمرو سالم، إثر انتقاده الكاريكاتير، وكتبت “ينصب عمرو سالم نفسه مدافعًا عن فئة الدجالين من رجال الدين، ويطالبنا نحن بالاعتذار!، بدلاً من أن يتبرأ من هذه الفئة التي عاثت فسادًا ليس في سوريا فحسب بل في كل العالم الإسلامي”.
وأضافت الصحيفة، “لدينا أمثلة كثيرة لسنا بوارد طرحها الآن كي لا نحرج معالي الوزير الأسبق، الذي نرجو ألا يكون من تبعة دجال أمره بنشر منشوره، وخاصة أن الرجل يصنف نفسه من كبار المدافعين عن سوريا، التي ولحسن الحظ، ولكثرة الوعي، كان أهلها أول من لعن هؤلاء ولفظهم، فنجت من أفعالهم”.
ويتضح من تقرير الصحيفة أنها إشارة إلى قضايا الفساد التي كان الوزير الجديد متورطًا بها.
وعرف الوزير الجديد، عمرو سالم، بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، واتسمت منشوراته في صفحته الشخصية في “فيس بوك” خلال فترة التدهور الاقتصادي والمعيشي الأخيرة، باقتراح أفكار ونصائح تخص تحسين الواقع المعيشي.
درس سالم في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعتي حلب ودمشق، وأتم تعليمه وعمله في جامعة “لوزان” في سويسرا في الهندسة المعلوماتية بين عامي 1978 و 1983.
وتسلم الوزارة في وقت يعاني فيه 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون صعوبة في الحصول على وجبتهم الأساسية، بحسب بيانات برنامج الغذاء العالمي.
ويشكّل هذا العدد ما يقرب من 60% من سكان البلاد، وزاد بنسبة “مذهلة” بلغت 4.5 مليون شخص خلال العام الماضي وحده.
بينما يوجد نحو 1.8 مليون شخص آخرين معرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي “ما لم تُتخذ إجراءات إنسانية عاجلة“.
وجاء سالم، خلفًا لطلال البرازي الذي تسلّم وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، في أيار 2020، وعاصر حكومة عماد خميس، وحكومة حسين عرنوس الماضية.
وبدأ منذ تسلّمه الوزارة مشوار تبرير القصور الاقتصادي، وتردي الواقع المعيشي الذي أسهم في سحق الطبقة الوسطى، وإغراق السوريين في هم احتياجاتهم اليومية أمام غلاء متواصل لأسعار المنتجات والسلع الغذائية، يقابلها معاشات شهرية للموظفين لا تصل حد 20 دولارًا أمريكيًا شهريًا.