تناقل ناشطون تسجيلًا مصورًا لتدريب قوات النظام على عمليات الإنزال المروحي بإشراف روسي.
وأظهر التسجيل عمليات إنزال من مروحية عسكرية لمقاتلين في ساحة تدريب من “الفرقة- 25 مهام خاصة” المعروفة باسم “قوات النمر” سابقًا، وإطلاقهم النار من رشاشات كلاشنكوف الروسية، ثم اصطفافهم في رتل واحد ورفع علم النظام من قبل قائد المجموعة.
وتساءل ناشطون عن مدى قدرة الفصائل العسكرية لقوات المعارضة لصد مثل هذه الهجمات، في حال استخدمها الروس والنظام بمهاجمة المواقع المحصنة خاصة في المناطق الجبلية، أو استهداف القيادات، وهو أسلوب عسكري معروف على المستوى الدولي.
القائد الميداني في “الجبهة الوطنية للتحرير”، الرائد ماهر مواس، تحدث لعنب بلدي، عن تدريبات تلقاها عناصر الفصائل للتعامل مع الإنزالات المروحية، وأن لديهم معرفة في التعامل معه.
وأضاف الرائد أن التسجيل المصور لتدريبات قوات النظام قديم، مؤكدًا جهوزية مقاتلي المعارضة للتعامل مع الإنزال.
وشهد شمال غربي سوريا جمودًا في العمليات العسكرية الكبيرة بعد اتفاق “موسكو” الموقع في 5 من آذار بين تركيا وروسيا، وقضى بوقف إطلاق النار كأبرز البنود.
إلا أن قوات النظام استمرت في استهداف مناطق سيطرة المعارضة، ما أدى سقوط ضحايا مدنيين، إذ قتل 94 شخصًا بينهم 31 طقلًا و17 امرأة، كما أصيب أكثر من 260 شخصً بينهم أكثر من 66 طفلًا بقصف النظام وروسيا منذ بداية حزيران الماضي حتى 8 من آب الحالي، حسب “الدفاع المدني السوري”.
وشنت قوات النظام بدعم من القوات الخاصة الروسية عمليات تقدم محدودة، استطاعت فصائل المعاضة من إفشالها.
التدريبات الروسية لقوات النظام تأتي في إطار استغلال روسي لتوقف المعارك في شمال غربي سوريا، بإعادة تأهيل قوات النظام وتدريبها، في إطار استكمال جهودها السابقة لضبط هيكلية الجيش للاستفادة منه مستقبلًا، ومواجهة التغلغل الإيراني داخله، حسب حديث خبراء في وقت سابق إلى عنب بلدي.
وعادة تستفيد روسيا من التدريبات والعمليات القتالية الحقيقية في سوريا، خاصة في تجريب أسلحة جديدة.
وشمل تدريب الروس لقوات النظام مختلف القوات (البرية والبحرية والجوية)، على مختلف الأسلحة، إضافة إلى تكتيكات التعامل وصد الهجمات.
تدريبات للمعارضة على الجانب المقابل
بدورها، اعتمدت فصائل المعارضة في تدريباتها على ضباط ضمن صفوفها لديهم خبرة في مجال التدريب والتكتيكات العسكرية، خاصة التي استفادت منها قوات النظام وروسيا في المعارك السابقة، مع استخدام المعدات الخاصة لتنفيذ تلك التكتيكات،حسب حديث الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، النقيب ناجي مصطفى لعنب بلدي.
إذ خرّجت فصائل المعارضة عدة معسكرات تدريبية لعناصرها بعد اتفاق “موسكو” من “باب الاستعداد” ورفع الجاهزية وإعداد المقاتلين، ورفع كفاءتهم القتالية، وزيادة القدرة على التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام أو أي سيناريو يمكن أن تتخذه، حسب مصطفى.
وكانت التدريبات مركّزة ومكثّفة لتدريب المقاتلين على أجواء القتال وظروف المعركة، إضافة إلى تدريبهم على تكتيكات خاصة ونوعية لتفادي الضربات الجوية الروسية، وتخريج مقاتلين متخصصين باستخدام مختلف الأسلحة، كتخصص الأسلحة الرشاشة والقنص والصواريخ المضادة للدروع.
ولعل أبرز التكتيكات التي دربت الفصائل عناصرها عليه، هو تكتيك المعارك الليلية، وهو التكتيك الأبرز الذي سمح لقوات النظام، مدعومة بالقوات الخاصة الروسية، بالتقدم على حساب المعارضة خلال الحملة العسكرية الأخيرة.