تداولت صفحات محلية في مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصوّرًا يُظهر تلوث مياه نهر “الفرات”، في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، بكميات من النفط، جراء استهداف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عمليات تهريب النفط الخام عبر الأنابيب الواصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة النظام السوري.
ويبدو أثر المشتقات النفطية واضحًا على ضفاف نهر “الفرات” قرب المدينة، خاصة في بلدات الشحيل والباغوز وذيبان وقرى الطيانة ودرنج، بحسب ما قاله الناشط المدني فراس حسين، في اتصال هاتفي مع عنب بلدي.
وأكد فراس لعنب بلدي أن مصدر تسرب النفط الذي يظهر على سطح المياه في مجرى نهر “الفرات” بريف دير الزور الشرقي، هو استهداف “قسد” مهربي النفط على ضفتي النهر.
وبين الحين والآخر، تستهدف “قسد” معابر تهريب المواد الغذائية والمشتقات النفطية بريف دير الزور الشرقي، لكن استهداف عبّارات النفط وأنابيب تهريبه سمح بتسرّب كميات من المواد النفطية إلى مجرى النهر.
ويرى فراس أن “قسد” قادرة على وقف حركة تهريب النفط متى أرادت ذلك، لكن وجود قيادات شريكة في هذا التهريب يجعل القضاء عليه أمرًا من الصعب تحقيقه، طالما أن هناك مستفيدين في القوات التي تسيطر على المنطقة منذ عام 2019.
وتحولت بلدة الشحيل إلى نقطة تهريب للبضائع والمشتقات النفطية، بين مناطق سيطرة “قسد” والمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية، على الضفة المقابلة لنهر “الفرات”.
تهديد مباشر لصحة السكان
وقال مصدر طبي من مستوصف بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، إن تسرب كميات من المشتقات النفطية لمجرى نهر “الفرات” يهدد بشكل مباشر صحة السكان، ومن الممكن أن يحدث حالات تسمم وخصوصًا بين الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن مياه الشرب تضخ بشكل مباشر من مياه “الفرات” إلى شبكات مياه الشرب، وتقتصر عملية التعقيم على إضافة الكلور إلى الماء، وانتقال التسرب النفطي هو أمر وارد وقد يحدث كارثة صحية لسكان المنطقة، الذين يعانون أصلًا من رداءة مياه الشرب بسبب انخفاض مستوى نهر “الفرات” منذ بداية العام الحالي.
ونشر المركز الإعلامي التابع لـ”مجلس دير الزور العسكري” عبر معرفاته في مواقع التواصل مشاهد لتفجير عبّارات النفط، واعتقال أشخاص يعملون في مجال التهريب.
وفي 2020، أظهرت صور أقمار صناعية ملتقَطة بريف دير الزور الشرقي، عددًا كبيرًا من الشاحنات المحملة بالنفط التي يدخلها مهربون من المعابر النهرية.
وأوضحت الصور وقوف حوالي 60 شاحنة كبيرة عند معبر “بقرص”، الخاضع لسيطرة النظام، والذي يقابله في الطرف الآخر معبر “الشحيل”.
ولم تفلح “قسد” حتى الآن في وقف عمليات التهريب بين طرفي النهر، رغم إعلانها السيطرة العسكرية على دير الزور بعد معركة “الباغوز” في آذار عام 2019، التي كانت آخر معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور.
وتتقاسم “قسد” وقوات النظام السوري السيطرة على محافظة دير الزور، التي تسبب وجود آبار النفط فيها بتحولها إلى ساحة صراع بين عدة أطراف للسيطرة عليها منذ خروجها عن سيطرة قوات النظام عام 2013.
اقرأ أيضًا: دون ضبط أمني.. تهريب البضائع ينشط على ضفتي “الفرات”
–