تعثرت مفاوضات التهدئة في مدينة درعا المعقودة بين اللجنتين “الأمنية” و”المركزية” بعد تعنّت رئيس “اللجنة الأمنية”، اللواء حسام لوقا، وإصراره على الحل الأمني في المدينة، وتهديده المتواصل باقتحام المدينة عسكريًا، وفرض شروط سحب الأسلحة ونشر الحواجز الأمنية فيها.
وقال أحد أعضاء “اللجنة المركزية” في درعا، لعنب بلدي، تحفظ على اسمه لدواعٍ أمنية، إنه بعد التفاهم على نشر أربعة حواجز في درعا البلد، طلب اللواء لوقا نشر قوات النظام بأحياء درعا في أثناء تثبيت الحواجز، الأمر الذي أثار مخاوف “اللجنة المركزية”، كما طالب لوقا بتسليم السلاح الثقيل، والمتوسط، والخفيف، بالإضافة إلى تفتيش منازل السكان، الأمر الذي رفضته اللجنة.
عضو “اللجنة المركزية” في درعا الشيخ فيصل أبازيد، قال في تسجيل صوتي تداولته وكالات محلية، إن “اللجنة المركزية” للريف الغربي تقدمت بحل للتفاوض، وافق عليه سكان وأعيان ولجنة درعا البلد، ولكن لوقا رفض المقترح.
وأضاف أبازيد أن حلول النظام هي اقتحام المدينة، وتفتيش بيوتها، وسحب السلاح، مشيرًا إلى قول أحد ضباط النظام السوري، “نريد أن نجعل من درعا البلد عبرة لكل حوران”.
وشهدت أحياء درعا البلد المحاصرة حركة نزوح بين المدنيين، بالتزامن مع الحديث عن نيّة النظام اجتياح المنطقة في حال فشل المفاوضات المعقودة بين قوات النظام وممثلين عن سكان درعا البلد.
وتزامنت حركات النزوح مع استهداف قوات النظام، المتمركزة في محيط درعا البلد، الأحياء السكنية في المدينة بالرشاشات الثقيلة وقذائف “الهاون”.
وطالب أعيان درعا عبر بيان، صدر الثلاثاء 3 من آب، ممثلي المعارضة السورية في مسارات التفاوض الدولية، بتعليق نشاطاتهم والانسحاب من مسارات التفاوض، في حال لم يُرفع الحصار عن درعا خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
ودعا البيان روسيا إلى احترام التزاماتها، والتحلي بالمسؤولية اللازمة بصفتها الدولة الضامنة لاتفاق “التسوية” في درعا، مشيرًا إلى أن النظام يحاول إنهاء هذه “التسوية”، ما يعني ضربة لجهود روسيا كطرف ضامن لـ”التسويات” في سوريا.
كما طالب المعارضة بالضغط على الدول الراعية لهذه المسارات، “لكي تحترم ما ضمنته من الاتفاقيات التي سعت لتنفيذها في درعا”.
وتشهد مدينة درعا تصعيدًا عسكريًا من قبل قوات النظام السوري، منذ 28 من تموز الماضي، إذ حاولت فصائل تتبع لـ”الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام، والمدعومة إيرانيًا، اقتحام المدينة عدة مرات، دون أن تنجح في ظل مقاومة مستمرة لأبناء المدينة.
وكان ريفا درعا الغربي والشرقي شهدا هجمات لمقاتلين محليين على حواجز أمنية تابعة لقوات النظام، انتهت بسيطرة أبناء المنطقة على أكثر من 60 من النقاط العسكرية للنظام في المنطقة الجنوبية.
–